24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
أمينة بن الشيخ: المغرب أصبح مرجعا إقليميا في الأمازيغية بفضل القيادة الملكية
أكدت الناشطة الأمازيغية والمستشارة بديوان رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية، أمينة بن الشيخ، أن المملكة حققت على مدى ربع قرن من حكم الملك محمد السادس إنجازات بارزة في ملف الأمازيغية، مما جعلها مرجعا هاما في محيطها الإفريقي.
وأضافت أمينة بن الشيخ في شهادتها حول ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، أن الاهتمام الملكي بهذا الملف انطلق قبل خطاب أجدير، حيث تجلى ذلك في خطاب 30 يوليوز 2001 بمناسبة الاحتفال بعيد العرش، عندما أكد الملك أن الأمازيغية مكون أساسي من مكونات الهوية المغربية، وتلا ذلك خطاب أجدير في 17 أكتوبر 2001، الذي أسفر عن إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والذي شكل دعامة أساسية لترسيم الأمازيغية.
ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم، تضيف بن الشيخ، توالت المبادرات الملكية لدعم الأمازيغية على مدى ربع قرن. من بين هذه المبادرات، خطاب الملك في 9 مارس 2011 الذي أفضى إلى دسترة الأمازيغية في دستور 2011، مما أدى إلى الاعتراف الرسمي بها. تلا ذلك خطابات ملكية خلال افتتاح البرلمان في 2011، 2012، و2014، حيث دعا الملك البرلمان إلى ضرورة إصدار القوانين التنظيمية المتعلقة بالأمازيغية المنصوص عليها في الدستور، وأبرزها القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
كما أشارت مستشارة رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية، إلى أن هذه المبادرات الملكية تلاها إنشاء اللجنة الملكية لإعداد قانون تنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وبعدها إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها سنة 2023 على غرار باقي الأعياد الوطنية.
وشددت على أنه إلى جانب نضالات الحركة الأمازيغية وما راكمته من كتابات أكاديمية وأبحاث، كانت هناك مواكبة ملكية أفضت إلى بناء مغرب متعدد، حيث تحولت شعارات “الوحدة في التنوع” و”التنوع في الوحدة” إلى واقع عملي ملموس على الأرض.
وأضافت الناشطة الأمازيغية: “كنا في فترة من الفترات نتوجه إلى دولة مجاورة لنستلهم منها مبادئ النضال والعمل على اللغة الأمازيغية، ولكن المغرب الآن أصبح هو المرجع في محيطه الإفريقي”، موضحة أن المغرب كون الأطر الليبية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهو الآن يشتغلون بـ”تيفيناغ” المنمطة من المعهد، كما أن القوانين والمعاجم التي يشتغلون بها من إخراج المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وسجلت المتحدثة، أن هذه الإنجازات التي تحققت في ملف الأمازيغية تبعت على الافتخار أولا بنضالات الحركة الأمازيغية، ومبادرات وقرارات الملك محمد السادس ووقوفه إلى جانب الأمازيغية، خصوصا عندما صرح في أول حوار مع “لوفيغارو” بأن له “جينات أمازيغية، وأحال على خطابات الحركة الأمازيغية التي تتبنى العودة إلى الذات لمعرفة تاريخنا.
في السياق ذاته، أشارت أمينة بن الشيخ إلى أن الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2022، أكد أن المغرب يمتلك تاريخا عميقا وجذورا ممتدة في عمق كبير، وهو اعتراف بتاريخ الأمازيغ الذي ناضلت الحركة الأمازيغية من أجل إبرازه وإعادة قراءة وكتابة تاريخه، مضيفة أن الحكومة الحالية قد أخذت على عاتقها العمل على هذا الملف بالشكل المطلوب، مما يعكس التزاماً حقيقياً بإدماج تاريخ الأمازيغ في الذاكرة الوطنية وتعزيز دوره في النسيج الثقافي المغربي.
وأكدت الناشطة الأمازيغية أن الملك محمد السادس حصن ملف الأمازيغية من التجاذبات، حيث قالت “نحمد الله، على أن لدينا ملكية موحدة وتمارس الحكامة في الوطن، لأن هناك فعلا تجاذبات، وفي بعض المرات تتطور إلى اتهامات للحركة الأمازيغية بالتخوين، وهذا عاشها المناضلين قبلنا في الستينات والسبعينات، وعشناه نحن في الثمانينات والتسعينات، وكنا نخون حين ندافع عن الوطن ونوصف والانفصاليين وورثة الاستعمار مع العلم أن أجدادنا وآبائنا كانوا في طليعة المقاومين”.
وتابعت: “الخطابين الملكيين في 30 يوليوز و17 أكتوبر 2001، كسرا عقدة كانت حتى لدى بعض الأمازيغ الذي يعرفون أن أصولهم أمازيغية لكنه يقمع ويحتقر ذاته، وجاء هذين الخطابين ليزيل عنهم عقدة كره الذات واحتقارها، وينفتح المجتمع المغربي على ذاته، وأصبح الناس يناقشون الأمازيغية، وبفضل التدخل الملكي تجاوزنا هذه التهم والنعوت المجانية التي لا ترقى حتى لمناقشتها”.
كما شددت على أن ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية لا يمكن فصله عن ورش الدولة الاجتماعية الذي تشتغل عليه الحكومة، إذ أن الأمازيغية تعتبر جزءا أساسيا من الحقوق اللغوية والثقافية، موضحة أن من بين الدعائم الأساسية للدولة الاجتماعية هي ضمان هذه الحقوق، مما يجعل من تحقيق الطابع الرسمي للأمازيغية جزءا لا يتجزأ من بناء وتعزيز الدولة الاجتماعية التي تهدف إلى تحقيق العدالة والإنصاف في جميع مجالات الحياة.