24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
بعد فضيحة قمح الذكاء الاصطناعي” …واردات الجزائر من القمح تسجل ارتفاعا قياسيا
في الوقت الذي يدعي الرئيس الجزائري أن حكومته حققت الاكتفاء الذاتي من القمح في إطار بروباكندا مألوفة، يواجه المواطن الجزائري واقعًا مختلفًا، حيث يضطر للوقوف في طوابير طويلة للحصول على رغيف الخبز.
كما تتناقض هذه الادعاأت أيضا مع اضطرار الجزائر إلى استيراد القمح لتلبية الطلب المحلي.قال متعاملون أوروبيون اليوم الخميس إن من المعتقد أن الديوان الجزائري المهني للحبوب اشترى حوالي 500 ألف طن من القمح الصلد في مناقصة دولية أغلقت أمس الأربعاء.
ولم تكن الكمية محددة في البداية، لكن المتعاملين قالوا بحلول بعد الظهر إنها تقدر بحوالي 500 ألف طن.
وذكروا أن الكمية تتضمن 275 ألف طن من كندا و225 ألف طن من مصادر أخرى يُعتقد أنها تشمل تركيا.
وطرح ديوان الحبوب المناقصة لشراء كمية اسمية 50 ألف طن للشحن في أربع فترات، أولاها من أول أكتوبر تشرين الأول حتى الخامس عشر منه والثانية من 16 أكتوبر حتى 31 منه والثالثة من أول نوفمبر حتى 15 منه والرابعة من 16 نوفمبر حتى 30 منه.
وكثيرا ما تشتري البلاد كميات أكبر من الكميات الاسمية التي تطلبها في مناقصاتها.
وتتراوح الأسعار المتوقعة ما بين 328 دولارا و332 دولارا للطن شاملا التكلفة والشحن بالنسبة للشحنات فئة باناماكس الأكبر حجما، وحوالي 340 دولارا للطن بالنسبة للشحنات فئة هاندي ماكس الأقل حجما.
ولا تعلن الجزائر عن نتائج المناقصات، والتقارير الواردة قائمة على تقييمات المتعاملين. ومن الممكن ورود تقديرات أخرى بتفاصيل الأسعار والكميات لاحقا
ونقل الموقع عن خبراء استغرابهم من كون بلد مثل الجزائر، الذي يمتلك مساحات زراعية شاسعة، ويدعي بأنه أكبر منتج للقمح في العالم، يعجز عن زراعة أراضيه بما يكفي احتياجات سكانه.
ويرى المصدر المشار إليه أنه بغض النظر عن الجفاف وتأثيراته على الزراعة، فإن اللجوء إلى المزيد من الاستيراد يعكس محدودية الخيارات الحكومية في ظل التأكيدات المستمرة منذ عام 2019 باستغلال المساحات المهملة لزيادة المحاصيل دون تحقيق تقدم يُذكر.
وتجمع الأوساط الزراعية المحلية على ضرورة اعتماد الجزائر، كدولة نفطية، استراتيجية شاملة وواضحة المعالم لسد العجز في إنتاج الحبوب، الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة وزادت من تعقيداته الأزمة في شرق أوروبا.
لطالما كان ملف الحبوب صداعا مزمنا للحكومات الجزائرية المتعاقبة، مع إنتاج محلي لا يسد الطلب وارتفاع فاتورة الاستيراد… فعلى من يكذب تبون اليوم عندما يدعي بأن حكومته حققت الاكتفاء الذاتي من الحبوب، في ظل الجفاف والفشل على شتى الأصعدة؟