24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
محكمة بريطانية تُصدر رأيًا قانونيا يعترف بـ”شعب القبائل” ويُقر حقه في تقرير المصير
أعلن رئيس حكومة القبائل في المنفى، فرحات مهني، في خطاب بثته المنصات القبائلية من العاصمة الفرنسية باريس أمس الخميس، أن محكمة “بريك كورت” البريطانية الموجود مقرها في لندن، رأيا قانونيا يعترف بوجود القبائل كشعب ويُقر بحق القبائليين في في تقرير المصير، وبالتالي إمكانية “الاستقلال” عن الجزائر.
ووفق رأي المحكمة، كما نشره القيادي في “الحركة من أجل تقرير مصير القبائل” المعروفة اختصار بـ”الماك”، أكسال بلعباسي، السجين السابق لدى السلطات الجزائرية، فإن القضاء البريطاني تلقى طلب مشورة من طرف الحركة حول “ما إذا كان للشعب القبائلي الحق في تقرير المصير”.
وجاء في رأي المحكمة، أن هناك سؤالين يجب أخذهما في الاعتبار لتحديد ما إذا كان للشعب القبائلي الحق في تقرير المصير، السؤال الأول هو ما إذا كان القبائليون يشكلون شعبا، حيث إن الحق في تقرير المصير هو حق يمنح فقط للشعوب، مضيفا “في رأينا هم يشكلون شعبا”.
أما السؤال الثاني، حسب الوثيقة نفسها، فهو ما إذا كان لديهم، بموجب القانون الدولي، الحق في تقرير المصير، ليخلص إلى أنه “في رأينا لديهم هذا الحق”، على اعتبار أن “حق تقرير المصير في القانون الدولي هو حق إنساني تمتلكه الشعوب وقد تم توضيح ذلك في العديد من الصكوك الدولية، وأبرزها ميثاق الأمم المتحدة الذي تنص المادة الأولى منه على أن احترام مبدأ المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير المصير ضمن أهداف الأمم المتحدة.
واستند الرأي على المادة المشتركة الأولى من العهدين الدوليين لعام 1966 الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، المنصوص فيها على أن جميع الشعوب لها الحق في تقرير المصير.
وأوردت الوثيقة أنه لا توجد معايير محددة لما يشكل “شعبا” بموجب القانون الدولي، وبالتالي فإن المعنى الدقيق لهذا المصطلح غير مؤكد ومع ذلك فإن عدة اعتبرات توفر دليلا مفيدا، وأحد الجوانب التي يُقبل بها على نطاق واسع هو ما صرحت به المحكمة العليا الكندية بأنه “من الواضح أن الشعب قد يشمل فقط جزءا من سكان دولة قائمة”، في إشارة إلى مطالب الانفصال في كيبك
بشكل أكثر تحديدا، يقول الرأي، إن مجموعة من الخبراء الذين اجتمعوا برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، حددوا قائمة بالسمات التي قد يمتلكها الشعب وهذه السمات في مقدمتها يكونوا مجموعة من الأفراد الذين يتمتعون ببعض أو كل الميزات المشتركة التي تمل تقليدا تاريخيا مشتركا، وهوية عرقية أو إثنية، وتجانسا ثقافي ووحدة لغوية وتقاربا دينيا أو إيديولوجيا، بالإضافة إلى الارتباط الإقليمي والحياة الاقتصادية المشتركة.
وأوردت الوثيقة أن تعداد المجموعة التي يفترض أنها تشكل شعبا، لا يحتاج إلى أن يكون كبيرا، ولكن يجب أن يكون أكثر من مجرد مجموعة من الأفراد داخل دولة، ويجب أن تكون المجموعة ككل لديها إرادة للتعريف بأنها شعب أو وعي بكونها شعبا، مع العلم أن المجموعات أو بعض أعضاء تلك المجموعات رغم تشاركهم في السمات السابقة قد لا يكون لديهم تلك الإرادة أو الوعي، كما يجب أن يكون لدى المجموعة مؤسسات أو وسائل للتعبير عن سماتها المشتركة وإرادتها للهوية.
وأوردت الوثيقة أن الشعب القبائلي أكبر مجموعة أمازيغية في الجزائر، ولديها الوحدة اللغوية إذ يتحدث الشعب القبائلي لهجة محددة من اللغة الأمازيغية، الاسم الشامل لجميع لغات الأمازيغ تدعى، ومن حيث الصلة الإقليمية يُعرف الشعب القبائلي بأنه المجموعة الأمازيغية من منطقة القبائل.
وحسب المحكمة البريطانية، فإنه بما أن الشعب القبائلي يُعتبر شعبا، وفقا للقانون الدولي فإن له الحق في تقرير مصيره بموجب حق تقرير المصير، وهو هو حق يحمي مجموعة ككيان جماعي، فيما يتعلق بمشاركتها السياسية وكذلك سيطرتها على أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كمجموعة، مضيفة “رأينا فإن شعب القبائل هو شعب بموجب القانون الدولي، ونتيجة لذلك فإن شعب القبائل يمتلك الحق الإنساني في تقرير المصير بموجب القانون الدولي”.