24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
تقرير فرنسي يُبرز تميز علاقة المغرب مع الصين مقارنة بدول إفريقية أخرى
يسير المغرب بخطوات ثابتة في تعزيز علاقاته وشراكاته الاقتصادية مع الصين، بالتوازي مع الحفاظ على شراكاته التقليدية التي تجمعه بقوى دولية أخرى، كالولايات المتحدة الأمريكية، وبلدان الاتحاد الأوروبي، في إطار سياسية “تنويع الشركاء والحلفاء” التي تضع المصالح المغربية في مقدمتها.
وأبرز في هذا السياق، تقرير نشرته صحيفة “لموند” الفرنسية، السياسة التي يتبعها المغرب في تعزيز شراكاته المتنوعة، حيث تظهر الصين في السنوات الأخيرة كأحد الأطراف الدولية المهمة في العلاقات الاقتصادية مع المغرب، مشيرة إلى أن المبادلات التجارية بين الطرفين تشهد ارتفاعا كبيرا منذ 2007 لتصل إلى 8 مليارات دولار في 2023.
وحسب التقرير، فإن مصالح مشتركة تجمع المغرب مع الصين على المستوى الاقتصادي، حيث يرغب المغرب في تأسيس صناعة قوية في مجال السيارات الكهربائية، في حين ترغب بكين في “الالتفاف على الرسوم الجمركية” التي فرضتها واشنطن وبروكسيل مؤخرا على صادراتها من هذا القطاع.
وما يُميز المغرب، بالنسبة للمستثمرين الصينيين، وفق “لوموند” هو موقعه الجغرافي الهام، إضافة إلى أن المملكة المغربية تتوفر على العديد من المعادن التي تُستعمل في صناعة السيارات والبطاريات الكهربائية، وعلى رأسها الفوسفاط التي يُعد مادة أساسية لبطاريات الليثيوم.
غير أن العلاقة بين المغرب والصين، حسب التقرير الفرنسي، لا تقف في المجال الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى المجال السياسي، حيث يوجد توافق بين الرباط وبكين، ولا سيما فيما يخص وحدتهما الترابية، حيث يدعم المغرب سياسة “الصين الواحدة”، وفي قضية الصحراء المغربية، “تظل الصين عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولم تغير موقفها من هذه القضية، حيث حافظت على حيادها”، وهي حياد إيجابي بالنسبة للمغرب.
ومع ذلك، أشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن السفير الصيني لدى الرباط، تشانغ لين، صرح بأن “هذه القضية موضوع دائم في محادثاتي مع المسؤولين المغاربة”، في إشارة إلى وجود مناقشات مغربية صينية لدفع بكين لاتخاذ موقف مساند للرباط بشكل صريح في قضية الصحراء.
وقالت “لوموند”، إن علاقة المغرب بالصين تختلف عن علاقة الدول الإفريقية الأخرى مع بكين، فالأخيرة مثقلة بالديون الصينية وتعتمد عليها في مجال الاقتراض، في حين أن العلاقات بين المغرب والصين قامة على “أساس عملي”، إذ أن المغرب لا يميل كل الميل إلى الصين، ويواصل شراكاته التقليدية مع فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة، وأيضاً إسرائيل مؤخراً.
وأضاف الصحيفة الفرنسية في هذا السياق، أن المغرب يعتمد على سياسية تنويع حلافائه، ويذهب بعيدا في ذلك إلى درجة التعاون والتحالف في المجال العسكري مع الصين وروسيا، وهو ما يجعله مختلفا عن بعض الدول الأخرى التي تتخذ مسارا أحاديا في علاقاته مع القوى الدولية الكبرى.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن المغرب دعا الصين خلال منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، للمساهمة في المبادرة الأطلسية المغربية التي تهدف إلى توفير منفذ على المحيط الأطلسي لعدد من البلدان الإفريقية عبر الصحراء المغربية، ودعم مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي يعبر عددا من البلدان الإفريقية.
وسبق للمغرب أن دعا أيضا الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية للمساهمة في هاذين المشروعين، في إطار تحقيق التكامل والازدهار للقارة الإفريقية، لكون أن ازدهار المنطقة يخدم مصلحة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وحتى الصين.