24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
شباب الجزائر بين قوارب الموت واليأس الاقتصادي: مأساة تتكرر على مياه المتوسط
في صورة تعكس عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر، تتزايد أعداد الشباب الجزائريين الذين يخاطرون بحياتهم عبر قوارب الموت سعياً للوصول إلى أوروبا.
خلال الأيام الأربعة الماضية فقط، غادر حوالي 800 شاب جزائري وطنهم، بمعدل 200 شخص يومياً، هرباً من واقع يتسم بالبطالة والتهميش، في بلد يزخر بثروات النفط والغاز ولكنه يعجز عن توفير حياة كريمة لمواطنيه.
هذه المأساة اليومية أضحت تعبيراً عن إحباط كبير بين الشباب الجزائري، الذين لم تعد ثروات البلاد الطبيعية قادرة على إقناعهم بالبقاء، وبين أبرز فصول هذه الظاهرة، كان فرار لاعبي كرة قدم بارزين، حسين يوسفي (لاعب شباب غرب وهران) وحمزة بن عيدة (لاعب رديف مولودية وهران)، اللذان انتشرت صورهما مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي مع تأكيدات عن وصولهما إلى سواحل ألميريا الإسبانية عبر قوارب الموت.
تشير التقارير إلى تصاعد وتيرة الهجرة غير الشرعية من الجزائر بشكل لافت، ففي أسبوع واحد فقط من شهر نوفمبر الماضي، تمكن أكثر من 800 مهاجر جزائري من الوصول إلى الشواطئ الإسبانية، هذه الأرقام تعكس واقعاً مأساوياً يكشف حجم الفجوة بين تطلعات الشباب وفرص الحياة في بلدهم.
في إسبانيا، تحول الناشط الحقوقي فرانشيسكو خوصي كليمونت إلى رمز للمهاجرين الجزائريين، عبر حسابه على فيسبوك، يوثق كليمونت لحظات وصول القوارب المطاطية القادمة من الجزائر، مقدماً معلومات حية لعائلات المهاجرين التي تترقب بقلق أخبار ذويهم.
مشهد استقبال القوارب في إسبانيا يسلط الضوء على المأساة الإنسانية، حيث يصل البعض إلى “بر الأمان”، بينما يختفي آخرون في مياه المتوسط دون أن يُعرف مصيرهم.
الهجرة غير الشرعية من الجزائر باتت رمزاً للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد، على الرغم من ثرواتها الطبيعية، تظل الجزائر عاجزة عن توفير فرص عمل وآفاق حياة كريمة لشبابها، ما يدفعهم للمخاطرة بحياتهم بحثاً عن مستقبل أفضل في أوروبا.
هذه الظاهرة تستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات الجزائرية لمعالجة جذور الأزمة، وخلق بيئة تحفز الشباب على البقاء والمساهمة في بناء مستقبل وطنهم، بعيداً عن قوارب الموت ومآسي المتوسط.