زمن لمرايقية والحياحة
تختلف الجماهير من فريق لآخر حسب تواجدها في المدرجات سواء في تداريب فرقها أو أثناء المقابلات الرسمية أوالإعدادية و أغلبية الجماهير المغربية تصنف ضمن جماهير النتائج .يطول الكلام في هذا ،مما يفرض إثارة موضوع الجماهير وأخص بقولي في هذا المقال الجمهور الحقيقي الغني عن كل تعريف أو مجاملة ،جمهور ذواق وتواق لكرة قدم حديثة جميلة بسبب متابعته لأحسن البطولات في العالم، وهناك جماهير خاصة تابعوا نجوم النهضة في الفترات السابقة المنيرة والمضيئة وكانوا رجالا في تضحية والكرامة.
والأن نفتخر بجماهيرنا البركانية التي تقدم كل يوم لوحات في الإبداع والحب و الإخلاص لكن بين هذة الجماهير فئة لا تؤمن لا بالقديم و لابالجديد هدفها من متابعة النهضة البحث عن المال بشتى الطرق والصور، إنه الواقع الذي يحتم على الجميع عيشه بكثير من الواقعية و حقائق كنا دائما نحاول الهروب منها وعدم الدخول فيها عملا بالمثل العربي “الباب الذي يأتي منه الريح. سده واستريح” وهي فئة قليلة لكن مؤثرة بسلبية في المحيط الكروي لنهضة بركان بالمقابل هناك جماهير تساند وتكابد وتضحي و لم تتخلى عن الفريق حتى في أحلك الظروف.
لكن ظاهرة الحياحة أرخت بظلالها على المشهد الكروي وتقود حرب لترهيب ولإستنزاف ، و تقدم كمعادلة أساسية داخل منظومة الجماهير وتستغل جمعيات المحبين لتزكية عملها وإضفاء الشرعية.في الوقت الذي كان على جمعيات المحبين أن تلعب دورا فعالا في تطوير النادي حتى تكون قولا و فعلا قوة اقتراحية، إلا أنها لا توجد إلا من أجل تحقيق الأغراض الشخصية و تصفية الحسابات باسم حب هذا الفريق أو ذاك.
فالتسباق اليوم على أشده بين هؤلاء لمريقية لتحكم في زمام الأمور والبحث عن المواقع ومحاولة التأثير والإستفادة من المنافع حيث يروا نفسهم من يملك الشرعية في حب الفريق وتشجيعة والإستفادة من موارده وفي حالات كثير يتحدون الجميع بأنهم كانوا وراء نجاحات الفريق وصعوده للقمة إلا أن تجربتهم في الرياضة لا تتعدى لحظات متابعة تلفزية لمباريات خارج الحدود أوالسب والقدف للمسيرين من المدرجات .فالأشخاص الذين يعمدون لتأسيس جمعية للمحبين في الغالب لا يهدفون إلا للوصول لأهدافهم الذاتية، و الضغط بكل قوة على المكاتب المسيرة للأندية من أجل ضمهم للمكاتب المسيرة للإستفادة من البقرة الحلوب المسماة الفريق المحبوب.
و في المقابل يعمد رؤساء الأندية لشراء صمت تلك الجمعيات من خلال ضم أفرادها للمكاتب المسيرة أو تقريبهم من النادي أو تخصيص لهم مبلغ مالي شهري، و إدخالهم للمطبخ الداخلي، و بالتالي إسكات أي صوت قد يزعجهم أو يحرض على المطالبة بإقالتهم وإزعاجهم . ويجد الحياحة ولمرايقية.
في الجموع العامة مناسبة لإستعراض العضلات أو تقديم التبريكات والولاء في الوقت الذي يفرض منطق الأشياء أن تكون الجموع العامة محطة للمحاسبة و تقديم حصيلة موسم كامل، فإنه للأسف الشديد تحولت لمسرحيات تلعب فيه المكاتب المسيرة دور البطل الرئيسي في خرق سافر للديمقراطية و النزاهة التي ينبغي أن تسود أي جمع عام. غياب المصداقية في أطوار الجموع العامة هو بداية طريق موسم كروي فاسد.
تحولت جمعيات المحبين إلى قوات إحتياطية للمكاتب المسيرة تستعمل في الحروب بين المسيرين لكل واحد منهم رجالته و أسلحته وهذا ما يجعل الحياحة ولمرايقية في الواجهة يصعب إستئصالهم الكرة بالنسبة لهم قوت يومي ووظيفة شرعية تبدأ في صباح كل يوم من إزعاج مدربئ الفئات الصغرى مرورا بعرقلة عمل الإدارة ثم محاصرة تداربب الاعبين وفي بعض الأحيان من أجل أن تضمن وجودها وشرعيتها تبدأ في نشر بيانات التبريك والمساندة وتكريمات البيئسة.
مما يحتم على المكتب المسير لنهضة بركان وضع أليات جديدة لضبط الأمور وتحديد الإختصاصات وضبط النظام المنصة الشرفية لمن يستحقها ومستودع الملابس للاعبين والمدرجات للجماهير أول عمل يفرض في البداية التعاقد مع شركة خاصة لتنظيم المقابلات حتى لا تكرر مهازل الملعب الشرفي بوجدة ليس هناك محب إستثنائي أو خاص الكل أمام القانون سواسية من أجل نادي عصري وإحترافي ولوضع قطيعة مع كوارث الماضي.