24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
مأساة أساتذة التعليم الخصوصي في مدينة بركان
يعتبر قطاع التعليم الخصوصي، شريكا أساسيا، وطرفا رئيسيا إلى جانب الدولة من أجل النهوض بمنظومة التربية والتكوين، وهو الموقع الذي منحه له الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
وقد دأبت الكثير من الأسر البركانية في السنوات الأخيرة، على تسجيل أبنائها في مؤسسات التعليم الخصوصي، مبرراتهم في ذلك كثيرة ومتعددة، لعل أبرزها البحث عن ثقة وجودة مفقودة في التعليم العمومي.
و صارالتعليم الخصوصي يساهم بشكل كبير في حلّ العديد من المشاكل التي يعاني منها التعليم والحد من بطالة حاملي الشهادات، وإنعاش الاستثمار، إلا أن هذا القطاع يقوم على أكتاف أساتذة يعانون بكل المقاييس، مع أرباب المؤسسات الخصوصية فأغلب أساتذة هذا القطاع يشتغلون بمبالغ زهيدة بالمقارنة مع مستواهم التعليمي؛ لأن أغلبهم من خريجي الجامعات المغربية وكفاءتهم كبيرة.
فمنهم من خضع قبل أن يلتحق بميدان التعليم للتكوين أو لفترة تدريبية ليكون بذلك مؤهلا بكل المقاييس، لكن للأسف الشديد هذه الشريحة مهضومة حقوقها.التعليم الخصوصي كارثة بكل ما في الكلمة من معنى، لإنه يجعلك تبحث عن لقمة العيش، من أجل راتب شهري لا يساوي شيئا، مع تدريس ثلاث مستويات مختلفة بمؤسسة خصوصية ، بمبلغ زهيد جدا يساوي 2000 درهم شهريا، وإرهاق وتعب وهضم للحقوق،ولا تستفيد لا من الضمان الاجتماعي ولا من التغطية الصحية، ولا من الراحة البدنية ولا النفسية، ومعرض للطرد التعسفي في أي لحظة ، غير مسموح لك بالمرض، ظروف عمل قاسية للغاية من 28 الى 32 ساعة اسبوعيا .
فئة طوعت نفسها على التفاني والإخلاص في العمل ولو على حساب كل حقها في المساواة القانونية ماديا ومعنويا من حيث شروط اشتغالها وهم الذين حلموا بأن يكون تشغيلهم منعطفا تاريخيا ،ينسيهم معاناة سنوات الجمر والقهر التي عاشوها في ظلمات البطالة القاتلة.
إن هذا القطاع يسوده الكثير من الغموض على كل المستويات، مما يفرض ضرورة طرح مجموعة من المقترحات العملية للرقي بوضعية العاملين فيه.