24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
لماذا تدعم الجزائر بِسخاء جبهة البوليساريو؟
قضية الصحراء بالنسبة للشعب الجزائري نموذج للقضايا الفاشلة الذي ضيعت الجزائر فيها وقت طويل و ثروات طائلة لأجل جبهة البوليساريو على حساب الجزائريين وجنت منها العداوات و الخصومات وتركت ميراثا بائسا للاجيال وسرابا مستديما.
هناك إقرار ضمني بأن هزيمة الجزائر في هذه المعركة الخاسرة مؤكد رغم الجهد الذي بدل ومحاولة تصوير القضية من طرف النظام الجزائري بأنها مصيرية قامرت فيها بأموال الشعب الجزائري لشراء موقف رسمي دولي يستجيب لـ”طموحاتها المبهمة” دون فائدة .
إن ما يزعج السلطات الجزائرية هو ان لا تسفر كل الأموال التي بذلتها طوال عقود من قوت الشعب الجزائري عن تحقيق أية نتيجة تذكر في هذا الملف الذي اعتبرته كل الحكومات المتعاقبة بمثابة قضية جزائرية من درجة أولى،وكان من الطبيعي أن تحقق الجزائر مثل هذا الفشل مادامت مبررات النزاع المطروحة مع المغرب شخصية وعدائية ومجانية وبلا مستندات حقيقية.
ستفتح لها إمكانية الوصول إلى المحيط الأطلسي، وتوسيع المجال الجغرافي والسياسي الجزائري، وتعميق الارتباط الجزائري بالعمق الإفريقي، وتعزيز سيطرة الجزائر على المنطقة. والاحتفاظ بالحدود الموروثة على الاستعمار وقطع الطريق أمام المغرب، ودفعه للبقاء وراء حدوده الموروثة على الاستعمار الفرنسي والاسباني.
ولتحقيق هذه المعادلة تعمل على عدم قبول أي حل لا يحقق لها ما تطمح إليه،فالجزائر رفضت صراحة اتفاق الإطار المتعلق بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بينما باركت اقتراح تقسيم الصحراء الذي يعكس بصورة واضحة مفهوم الجزائر لتوازن القوة.
فالتوازن الإقليمي للقوة لا يقبل بوجود مغرب قوي، وهذا ما يتطلب من الجزائر العمل على تفتيته والإبقاء على النزاع مستمرا،وهنا لاتغيب الأهداف الإقتصادية وسعي نظام الجزائر في البحث عن منفذ إلى المحيط الأطلسي،قصد تسويق المنتجات و خلق ممر لتبادل التجاري غير مكلف مع الخارج ، خاصة و أن ميناء وهران يبعد عن مناجم الحديد بتندوف وأبار النفط بحاسي رمل وحاسي مسعود حوالي 1400كلم ومما يشكل زيادة مباشرة في تكلفة الإنتاج، في حين لا يفصل ميناء العيون عن مدينة تندوف سوى حوالي 500 كلم.