24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | ماذا بعد تعيين إبراهيم غالي خلفا لمحمد عبد العزيز ؟

    ماذا بعد تعيين إبراهيم غالي خلفا لمحمد عبد العزيز ؟

    بعد وفاة محمد عبد العزيز تجتمع البوليساريو في تمثيلية ما يسمى المؤتمر الاستثنائي للجبهة لإعلان الرئيس رغم أن ما يسمى الامانة الوطنية إجتمعت على مرشحها إبراهيم غالي لخلافة الرئيس الوهمي على راس السلطة المفقودة وهومعناه أن الخلافة قد حُسِمت نهائيا ولم يبقى الا الترسيم الشكلي و البروتوكولي!!! .

    ولعل هذه المسرحية موجهة للخارج لتوظف سياسيا لأن كل محتجزين بتندوف يعرفون حقيقة الوقائع من سياسة الترهيب وتكميم الأفواه وتحكم الجزائر ونهب المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي للمحتجزين الصحراويين .

    لقد إعتمد كل من يمسك بزمام الأمور بالمخيمات سياسة صارمة تجاه منافسيه و مناهضي تبعية القرار الصحراوي للإرادة الجزائرية الحليفة و الداعمةويسعمل كل ادوات الترهيب و الترغيب، لاجبار معارضي حكمه على ترك المخيمات أو اﻻستسلام و الخضوع ﻻرادته.

    ولإضفاء نوع من المشروعية على سلطة وهمية، بتكر البوليزريو  بإيعاز من الجزائر لعبة ديمقراطية داخل المخيمات تلهي الشارع و توهمه بالمشاركة في سلطة غير موجودة و رغبة من الزعيم في تزكية بقائه في السلطة مدى الحياة بالتجديد الدوري لوﻻيته، كانت ايضا الأداة التي تستخدم لإغراء قيادات الصف الثاني و الطامحين في تسلق سلم السلطة على دخول حلبة المنافسة للظفر بصفة قيادي لن تمنح شيء ما دام الزعيم يحوز كل السلط و يحتكر كل المنافع يوزعها على من يخدم اجندته و ارادته وينفد التعليمات الجزائرية .

    و ما دام التنظيم حكرا على الجبهة، و المنافسة اﻻنتخابية تستدعي و تستلزم قواعد انتخابية، لم يبق من هامش لدى المتنافسين غير القبيلة و فروعها، و هو ما سيحقق للزعيم غاية تفرقة المنافسين و المتنافسين بتفرق الدم الذي ينحدرون منه. فنجح في تقزيم كل القيادات بارتمائهم في احضان القبيلة الصغيرة الحجم ليبقى الكبير الذي تنتخبه كل القبائل. و بذلك عمق اﻻنقسام داخل شارع المخيمات لدرجة زرع العداوة و اﻻحقاد بين جميع قبائله، مما يسر له اﻻستفراد بالسلطة، على حساب قيادات قبلية ضعيفة و غير متجانسة.

    لقد استشرى و تفشى الفساد على نطاق مدهش و مفزع وتحركت ألة البحث عن المنافع المادية و وسائط الغنى الشخصي وتكديس الحسابات البنكية و  إقتسام الغنائم مع قادة الجزائرين .

    لقد ضاعت البوصلة و بفقدانها اصبح المحتجزون رهائن في حيرة من امرهم ولم يعد يجدوا تفسيرا مقنعا لوجودهم، و لا معنى لحاضرهم و مستقبلهم وتفنن البوليزاريو وحليفتها الجزائر في تزييف الحقائق وصناعة انتصارات من العدم،  التي التي تحرر على الورق من مراكز المخابرات الجزائرية ديارس.

    بإختصار هذه هي خصوصيات الظرفية التي ينعقد فيها المؤتمر الاستثنائي للجبهة ووضعت على جدول اعمال المؤتمر نقطة واحدة ، في الحقيقة قد حسمت سلفا، وهي تعيين امين عام و رئيس دولة وهمية.

    تعيش مخيمات تندوف على وقع حراك سياسي وتجاذبات حادة بين قياديي جبهة البوليساريو في ظل غموض وتعتيم ممنهج و
    تعالي الأصوات على ضرورة التغيير وإبعاد القضية عن أيادي السلطات الجزائرية.

    لقد فطنوا أن المسؤولين الجزائريين وقياديي البوليساريو ينهبون المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي للاجئين الصحراويين إلى جانب تناقضات في تدبير أمور الداخلية و تعمل الجزائر جاهدة على تمرير تنصيب إبراهيم غالي في ظروف لا تعصف بجبهة البوليساريو.

    ويقر مراقبون أن قيادة الجبهة ستنتقل إلى الحرس القديم وليس إلى  الجيل الجديد الذي يطالب بحل سريع للنزاع الصحراوي عبر حل سياسي توافقي وواقعي يتعارض مع الأطروحة الانفصالية الجامدة والسائرة في خط واحد، لقد أكدت الأحداث الأخيرة أن قياديي الجبهة لا يملكون زمام القرار الذي يعود أولا وأخيرا إلى الجزائر.

    مما يوحي أن مخيمات تندوف ستعيش في الأيام المقبلة على وقع تحركات احتجاجية ، لكشف واقع الممارسات التي يتعرض لها السكان من طرف جبهة البوليساريو المدعومة من النظام الجزائري، حيث تم تأسس، في المدة الأخيرة حركة ترفض الاستبداد وتقاوم من أجل تحسين أوضاع  وتمكنت من إنشاء فروع لها في جميع المخيمات، وذلك بقصد توعية المحتجزين بممارسات الاستغلال والفساد التي تنخر قيادة البوليساريو.

    ومتاجرة الجبهة بمأساة المحتجزين، كما تطالب بتمكين سكان تندوف من الحصول على بطاقات لاجئين ليتمتعوا بحقوقهم وترفض الحركة أطروحات البوليساريو الانفصالية، حيث يعتبر مؤسسها العقلية التي يحكم بها قادة البوليساريو عقلية قديمة ولا تتماشى مع السياق الدولي الحالي.

    يبدو أن الجزائر لا تملك إستراتيجية ولا بوصلة تعيش بالأوهام ونعرف جيدا أن البوليساريو هو جزء من بنية النظام الجزائري الذي في الغالب هو من يحدد حتى وجبة الغداء بالمخيمات ولا يمكن أبدا أن يكون البولساريو بصيرا أو له بوصلة لأن من يحكمه فقد جادة الصواب ولا بوصلة له .


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.