24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الجزائر تصاب ب” السعار” وتنشر تعلــيمات أمنية تدعو بالتضييق على ما تسميه تدفق وإقامة المهاجرين المغاربة
كشفت تعليمات المديرية العامة للأمن الجزائري لمصالحها بتشديد الرقابة على تحرك الرعايا المغاربة وبعض الأفارقة المتجولين داخل التراب الجزائري لتبرهن حجم تخبط لدى النظام الجزائري وارتباك سياسي لديه بعد فشل في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في البلاد و الإخفاق في استغلال الثروة المالية نتيجة التناقضات الراهنة التي تتسم بها قرارات الحكومة إزاء معالجة تداعيات الأزمة النفطية.
وتأتي هذه التعليمات لتمويه الشعب الجزائري وتعزيز الشعور لديه بوجود عدو مفترض يهدد سلامة البلاد وتغير أنظاره عن المشاكل الحقيقية.
وتدعو تعليمات المدير العام للأمن الجزائري عبد الغني هـــامل بإجراء عملية مراقبة دقيقة وشاملة لكافة الرعايا المرتبطين ببعض الوكالات العقارية الناشطة في مجال جلب العمالة التي تتولى توجيههم للعمل في مجال التزيين الداخلي للمنزل وأشغال فنون الجبس في بعض المناطق الراقية وتجمعات بعض المسؤولين، وكذا بعض المؤسسات الخاصة التي تتعاقد معهم للإشراف على أشغال طلاء المباني الرسمية الفخمة.
ورفع درجة التحذير من استغلال العناصر المغربية علاقاتها مع الإطارات الجزائرية وبعض الضباط والموظفين السامين والأثرياء والمثقفين والإعلاميين في القيام بما يشبه استطلاعات رأي والاطلاع عن قرب على آراء طبقات معينة من الشعب الجزائري حول مسائل حيوية تتعلق بالشأن الداخلي والإقليمي وكذا خصوصية كل منطقة، إضافة إلى تجاوب هذه الفئات مع الأحداث.
و تتلخص أهداف هذا التكتيك لنظام الجزائري أن يلفت اهتمام الرأي العام الداخلي من القضايا الداخلية المضطربة إلى المجالات الخارجية ، متخذا في ذلك وسيلة تزيد من تقوية التفاف الرأي العام حول السلطة السياسية؟
ويرى مراقبون أن مثل هذة الخرجات مجرد حملة إعلامية أكثر منها أمنية تذخل في سياق ربح الوقت وإلهاء الشعب الجزائري عن الوضع الداخلي المنهار والقابل للانفجار في أي لحظة بعد مطالب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية المتصاعدة والذي يحاول نظام إفتعال أزمات خارجية للإلتفاف عليها.