24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | تعيين إبراهيم غالي بداية نهاية البوليساريو

    تعيين إبراهيم غالي بداية نهاية البوليساريو

    بعد أسابيع من تعيين ابراهيم غالي على رأس البوليساريو، تحركت الجزائر كعادتها وحاولت خلق ضجة ولملمت جراح جبهة في طريقها إلى نهاية ورغم الأزمة السياسية والاقتصادية العميقة التي تتخبط فيها وإهدار المال العام من دافعي الضرائب الجزائريين من أجل مسرحية انتخابية جرت في مراسيم هزلية، عينت أحد أتباعها ورجالتها الأوفياء على رأس الحركة الانفصالية.

    ولم تتأخر في إشعال أبواقها الإعلامية في التهليل لإنتخاب لابراهيم غالي بنتيجة الجمهوريات الفاسدة والدكتاتوريات و ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، بلا خجل ولا حرج، أن  غالي انتخب، بدون مفاجأة بنسبة 16ر93 من الأصوات المعبر عنها فقد كان الرجل، بالإضافة إلى ذلك، مرشحا وحيدا، حيث أن الجميع يدرك أن نتائج هذه المهزلة قد تم توضيبها وإعددادها بمقرات المخابرات الجزائرية” ديارس ” ولا نتفاجئ من هذه العمليات العبثية صادرة من نظام عرف بتزوير الإرادة الشعبية .

    وعلى الرغم من انتفاء الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية التي صاحبت نشأة هذا التنظيم ، فان قيادة ” جبهة البوليساريو ” لا تزال مستمرة في معاكسة التاريخ ومعانقة حلم الانفصال.

    رغم أن نفوذها الصوري خلال 40 سنة لا يشمل سوى بضع كيلومترات في تيندوف بمخيمات المحتجزين الصحراويين هذه الجمهورية الوهمية معزولة وسحب اعتراف بها غالبية الدول التي سخرت الدبلوماسية الجزائرية من أجل ذلك معظم الطرق والتدابير منها تقديم المكافآت المالية مقابل اعترافها بها ووضعت تجربتها السياسية والاستخباراتية لإحتواء قادة البوليساريو إحكام قبضتها على قرارهم.

    هذا المناخ غير الديمقراطي والاستبدادي يوحي بحدوث انتفاضات حقيقية في مخيمات تندوف كما وقع في 1988 و2005 و2006والتي تتأهب لها الاستخبارات العسكرية الجزائرية بالقمع والاستئصال فقد سئم محتجزو  تندوف من وضعية المعاناة التي يعيشونها متهمين قادة البوليساريو بالمتاجرة بقضيتهم لثرائهم وبتحويل المساعدات الإنسانية الموجهة إليهم لجيوبهم الخاصة.

    في ظل غياب الثقة واختلال التوازن الاجتماعي ونمو طبقة طفيلية من أثرياء القضية لقد أصبح التنافس الحاد من أجل الثراء السريع وبأية وسيلة وبأي ثمن هو الهاجس المشترك لدى جميع أفراد البوليزريو ولجوء الكل إلى كنز المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وطبية وزراعية ومالية وغيرها وتحويلها إلى أكوام من النقود والسيارات والشاليهات في مايوركا وشقق في مدريد وبرشلونة وتنيريفي ولاس بالماس.

    ظروف قاسية فرضت ظهور تيارات معارضة داخل  مخيمات ترفض النهج الذي تسير عليه القيادة الحالية ل ” لبوليساريو” وتدعو إلى تغيير السياسة والبحث عن حلول سياسية بديلة تنهي معاناة آلاف المواطنين الصحراويين المحتجزين في مخيمات والتي ترى في التحالف مع جنرالات الجزائر انتحار سياسي على المدى البعيد لكون أجندة المحتجزين تتناقض مع أجندة هؤلاء الجنرالات شكلا ومضمونا.

    فخط الشهيد ” الذي يقوده المحجوب السالك رفض كل تحالف مع الجزائر في صراعها مع المغرب ومطالبا بمحاسبة قادة ” البوليساريو” الحاليين وإقالتهم، متهما إياهم بخيانة المبادئ كما أن مجموعة ” اكجيجيمات ” وهي مجموعة من أعضاء ” البوليساريو ” اجتمعت على هامش المؤتمر الثاني عشر بضواحي تيفاريتي بالصحراء المغربية لإسماع صوتها إلى الرأي العام العالمي وأعلنت فيه عن قبولها الحكم الذاتي كحل للنزاع الدائر في الصحراء .

    و مع تزايد التأييد الإقليمي والدولي للمبادرة المغربية الرامية إلى منح سكان الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا لتسيير شؤونهم بأنفسهم في إطار السيادة المغربية.

    مراجعة المغرب لإستراتيجيته في التعامل مع الملف الصحراوي ونجاحه في تحسين أوضاع السكان في الأقاليم الصحراوية عبر نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة مما أفشل محاولات جنرالات الجزائر و” البوليساريو” في نقل المعركة إلى الداخل المغربي وإيجاد خلايا نائمة داخل المغرب تحركها كما تريد ومتى تريد بغية تصدع الوحدة الداخلية المغربية .

    إنها عوامل مجتمعة تقرب من نهاية كيان مصطنع وأحلام نظام مستبد يقف في وجه تنمية وتطور منطقة مغاربية و يستعمل أموال شعب في قضية خاسرة .

    لقد أبرزت محطة تعيين إبراهيم غالي الأزمة السياسية والتنظيمية التي تتخبط فيها قيادة البوليساريو ومحدودية رؤيتها السياسية للنزاع مما جعلها تهرب إلى الأمام بقرع طبول الحرب وذلك من خلال التلويح بالعودة إلى ” الكفاح المسلح ” في محاولة يائسة لتفادي خطر الانشقاقات التي باتت تنخر الجبهة من الداخل .

    ويبقي السؤال الجوهري إلى متى ستستمر ” جبهة البوليساريو ” في معاكسة مسيرة تاريخ المنطقة ومعانقة وهم الانفصال الذي انتفت عنه كل المساحيق التي كانت تمنحه بعض البريق الكاذب ؟

    إن قادة الانفصال يعلمون جيدا بأن الواقع الجيوسياسي للمنطقة والتطورات التي تعرفها منطقة وبروز جملة من التغيرات كلها تفيد أن حل نزاع الصحراء يمر عبر الحكم الذاتي وسيادة المغربية لكن هؤلاء قادة ليس في صالحهم إنهاء القضية لأنها سجل تجاري و منبع لثراء الذي لاينتهي.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.