24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | لماذا إختارت موريطانيا تخندق في صف الجزائر ومعاداة المغرب؟

    لماذا إختارت موريطانيا تخندق في صف الجزائر ومعاداة المغرب؟

    في إجراأت غير مسبوقة وإستفزازية فاجأت المشاركين في القمة الـ 27 لجامعة الدول العربية، أقدمت موريتانيا على وضع لافتة رسمية أمام قاعة المؤتمر حيث انعقدت الدورة بنواكشط، أظهرت خريطة المغرب دون الصحراء المغربية، عكس ما دأبت عليه تقاليد الجامعة العربية.

    وحرصت موريطانيا على وضع خارطة لكل دولة عربية على حدا، وعليها علم بلادها، وكان لافتا في ذلك اقتصار خارطة المغرب دون الصحراء المغربية، وهو عمل غير مسؤول وينم على نية مبيتة ويندرج في إطار مسلسل السياسة الجديدة لرئيس موريطاني محمد ولد عبد العزيز الذي بدأها برسالة التعزيةإلى ما يسمى “رئيس المجلس الوطني الصحراوي” لجبهة البوليساريو الانفصالية خطري ولد ادوه، عقب وفاة محمد عبد العزيز.

    وإرسال وفد موريتاني سام للمشاركة في المؤتمر الاستثنائي للجبهة، فضلا عن إرسال وفد آخر قبل ذلك، لتقديم العزاء في وفاة زعيم جبهة البوليزاريو وسحب تراخيص عمل من مغاربة يشتغلون بشركة الاتصالات الموريتانية، و منعهم من دخول مقر الشركة بنواكشوط.

    وتأتي هذا المستجدات في أعقاب النصر المغربي و تمكنه من محاصرة جبهة البوليزاريو لطردها من الاتحاد الإفريقي، خلال القمة الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الرواندية كيغالي.

    ويرى مراقبون أن ما تشهده العلاقات الموريتانية المغربية له علاقة بعودة الدفء للعلاقات الجزائرية الموريتانية بعد نحو أقل من سنة على أزمة تبادل طرد دبلوماسي الجزائري “بلقاسم الشرواطي” المستشار بالسفارة الجزائرية من نوكشوط.

    موريتانيا حسب هذه الأحداث يبدو إنها إختارت تخندق في محور الجزائر ومعاداة المغرب وخلق أجواء من التشنج والصراع وأصبح واضحا أن إصرارها على تنظيم القمة وخلق مناخ من التوتر مع المغرب بتحريض جزائري كان هدفه محاولة إيجاد طريقة لإدخال ملف الصحراء إلى القمة، رغم أن جامعة الدول العربية ظلت بعيدة عن هذا النزاع ولم تقبل نهائيا بكل المحاولات التي قامت بها الجزائر منذ سنوات، والثابت اليوم أن السلطات الموريتانية وصلت بهذه الأخطاء درجة كبيرة من التهور والأكيد أن ديبلوماسية المغربية تملك من حكمة والتجربة الكثير في مثل هذه الملفات .

    موريطانيا تشهد إنسداد سياسي منذ انقلاب الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز على السلطة سنة 2008 وأزمة إقتصادية خانقة أرجعها الخبراء إلى السياسة الخارجية التي إنتهجها الرئيس محمد ولد عبد العزيزمند بداية إنقلابه.

    فالأزمة الحالية مع مغرب ستنعكس بشكل سلبي من الناحية الأمنية والإقتصادية والسياسية على النظام الموريطاني فالقمة العربية وضحت بالملموس تأثير المغرب على دول العربية بشكل أوتوماتيكي دون طلب لما يملك من نفوذ وقوة كما أن المغرب يمثل شريان موريطانيا الغدائي والمستثمر الكبير والشريك الإستراتيجي.

    يرى بعض المتتبعين أن الأزمة المشتعلة بين النظام الموريتاني والمغرب تعتبر إعادة لسيناريو الأزمات التي نشبت في السابق، وأدت في النهاية ثمنه موريطانيا غاليا، وهو المصير الذي حذر منه خبراء، حيث قالوا إن حل هذه الأزمة مرتبط بشخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولهذا فلابد أن يتخذ قرارًا حكيما لكي لا يدخل البلد في أزمة  تؤدي في نهاية بنظامه وأن إقامة علاقات متوازنة مع الجزائر والمغرب في مصلحة الجميع .

    السياسة الخارجية في عهد محمد ولد عبد العزيز تفتقر إلى العمق و سعة الأفق من حيث المقاربة النظرية و التنفيذ الميداني معا و باتت السطحية التي تمت بها معالجة المعطى الدولي وتداعياته الحاسمة على السياسة الداخلية للبلاد، تجد ترجمة وفية لها في طبعات باهتة لـ “سياسات خارجية” يعوزها الانسجام و تفتقر إلى الوضوح و الفاعلية باختصار، لقد أضحت موريتانيا ذلك “الرجل المريض” في المنطقة بسبب السياسة الخارجية.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.