وقال الملك محمد السادس، خلال دعوته إلى فتح الحدود البرية مع الجارة الجزائر: “نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”، في إشارة إلى الكيان الانفصالي الذي كان سببا رئيسيا في توتر العلاقات بين البلدين الجارين.
وسارعت جبهة البوليساريو مباشرة بعد انتهاء خطاب عيد العرش إلى إصدار بيان تنتقد فيه رسائل الخطاب الملكي، في خطوة تهدف إلى تكريس سياسة العداء بين المغرب والجزائر، واستباق ورود موقف دبلوماسي إيجابي من الجارة الشرقية تجاه الخطاب الملكي.
واعتبرت الجبهة الانفصالية، في بيانها المستحضر نفس الصياغة التي دأبت عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، أن خطاب عيد العرش “يتناقض بصفة مطلقة مع تصرفات المغرب ولا يهدف إلا إلى ربح المزيد من الوقت لجلب المزيد من العتاد الحربي وتحضير كل المؤامرات والدسائس ضد الشعب الصحراوي وشعوب المنطقة والقارة الإفريقية”، بتعبيرها.
وفي وقت أكد الملك محمد السادس أن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين”، وأنهما “توأمان متكاملان”، عمدت عصابة “البوليساريو” إلى صب الزيت على النار في العلاقات بين البلدين إذ قالت إن “المغرب فشل في بناء علاقات ثقة مع جميع جيرانه”.
ودعا الملك محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك”، معتبرا أنه من غير المنطقي بقاء الحدود مع الجزائر مغلقة.
وأضاف الملك، في خطاب وجهه مساء السبت إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش، أن “ما يمس أمن الجزائر يمس أمن المغرب، والعكس صحيح”، مؤكدا أن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.
وقال الجالس على عرش المملكة: “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول. فقناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين”.