24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الفضاأت الخضراء الحلم المؤجل والواقع المر
تعيش مدينة بركان نكسة حقيقية من ناحية المناطق الخضراء ،وفراغا مهولا و غياب إرادة لدى المجالس البلدية المتعاقبة على الشأن المحلي في تحسين صورة المدينة على مستوى أماكن الترفيه والتنزه إن غياب ثقافة بيئية لدى هده المجالس جعلت مشاريع إعادة هيكلة المدينة خاصة تهيئة الساحات العمومية والمناطق الخضراء أخر الأشياء الذي يمكن التفكير فيها أما الأن اصبحت الحاجة ملحة لخلق فضاء للنزهة والترفيه للساكنة هروبا من جحيم التلوث الذي تغرق فيه عاصمة الليمون.
أماكن الترفيه فيها قلية جداأو منعدمة لا حدئق أو منتزهات، وهو ما يجعل المواطنين يتكدسون في الشوارع والأزقة ، والتي تكتظ بالنساء والأطفال في نهاية الأسبوع، لأنهم لا يتوفرون على وسائل النقل والإمكانيات المادية للتوجه خارج المدينة وتغير الأجواءوأ كد ت كل جمعيات المجتمع المدني أن الحل يكمن في إحداث مناطق للترفيه في كل منطقة على حدة، دون التركيز على منطقة دون أخرى،وأرجعت ضعف الفضاء الأخضر والحدائق والمساحات الخضراء ،إلى المجالس المتعاقبة على تسيير شؤون المدينة ، والتي لم تلتزم باحترام ما تنص عليه القوانين الوطنية والمواثيق الدولية بخصوص البيئة والمساحات الخضراء أو تحويل عدد من المجالات الخضراء إلى مؤسسات عمومية أو مؤسسات ذات منفعة و التي شيدت على أنقاض مساحات خضراء مثل المقاطعة الحضرية بشارع الرباط ومن مظاهر اغتصاب السلطات المحلية لهذه الفضاأت كراء حدائق ومساحات خضراء لخواص وتسيج الحديقة القريبة وضمها لعمالة بركان وبناء حمامات في حدائق وسط الساكنة وبناء محول كهربائي في شارع الأهرام فوق فضاء أخضر وأما المناطق الخضراء الأخرى فتنبت فيها الأعشاب البرية وصارت مرتعا للمنحرفين والمتشردين ،مسلسل التشوهات والإهمال والعبث، الذي طال معظم المجالات بالمدينة، لم يتوقف عند إهمال المنتزهات رغم القلة العددية لهذه الحدائق والفضاأت الخضراء.
فإن الحالة التي توجد عليها، تعكس بجلاء حالة المدينة عامة من حيث رداءة الطرقات والشوارع والأزقة واتساخها، وضعف الإنارة العمومية والاحتلال الفاحش للملك العام من طرف أرباب المقاهي والمحلات التجارية، وانتشار البناء العشوائي والتشوهات العمرانية إلى غير ذلك من المظاهر التي أصبحت تضفي على المدينة طابع التريف.