24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
السلطات الجزائرية تعتقل الروائي بوعلام صلصال
تعرض الكاتب والروائي الجزائريء الفرنسي بوعلام صلصال قبل أيام للاعتقال مباشرة بعد وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة قادما من باريس.
ووفق المجلة الأسبوعية الفرنسية “ماريان”، فقد تم استنطاق بوعلام صلصال من قبل عناصر من المديرية العامة للأمن الداخلي الجزائرية. وقال السفير الفرنسي السابق بالجزائر، كزافييه دريانكور، لوسائل إعلام فرنسية إن هاتف صديقه بوعلام صلصال يمكن أن يكون قد صودر من قبل السلطات الجزائرية بعد وصوله إلى الجزائر، مشيرا إلى أنه لا يرد على الرسائل التي ترد عليه، سواء في حسابه الإلكتروني أو على “الواتساب”. فيما أعرب ناشر الروائي الجزائريء الفرنسي “غاليمار” عن قلقه بخصوص انقطاع الأخبار عن صلصال منذ أيام.
يبدو أن تكون التصريحات التي أدلى بها، مؤخرا، لقناة فرنسية، والتي أثارت غضب السلطات الجزائرية، وراء اعتقاله.
وكان بوعلام قد قال إن فرنسا وجدت صعوبة في استعمار المغرب لكونه كان إمبراطورية عريقة، فيما سهل عليها استعمار الجزائر مدة 132 عاما لكونها كانت مجرد تجمعات بشرية. حقائق تاريخية أرعبت النظام العسكري الجزائري في حوار مثير للجدل، حيث أكد أن المقارنة بين المملكة المغربية والجزائر غير متساوية، ذلك أن المغرب دولة عريقة استعصى على فرنسا استعمارها، في المقابل لم تجد فرنسا صعوبة في استعمار الجزائر، واصفا إياها بأنها مجرد تجمعات بشرية بلا تاريخ مما سهل مأمورية فرنسا في احتلالها لمدة 132 سنة.
إن المغرب دولة عظمى يؤكد بوعلام صنصال وامبراطورية امتدت إلى أكثر من 12 قرنا بينما دويلة الجزائر تبدو بلا هوية أو تاريخ، وزاد موضحا أن بعض المدن الجزائرية مثل تلمسان ووهران وبسكرة ..كانت في الأصل جزأ من المملكة المغربية قبل أن تقوم فرنسا بضم هذه المناطق إلى الجزائر، وبالتالي إن الغرب الجزائري كان تابعا للامبراطورية المغربية، وأكد صنصال أن الجزائر طلبت مساعدة المغرب في نضالها من أجل الاستقلال عام 1954 مقابل وعد بإعادة تلك الأراضي المقتطعة، لكن بعد الاستقلال لم تف الجزائر بهذا التعهد مما أدى إلى نشوب حرب بين البلدين عام 1963.
إن جرأة وصراحة بوعلام صنصال تنتصر للحقيقة والتاريخ الذي تتأكد أهميته في حياة الشعوب من خلال تبيانه للجذور، حيث إن الأمة التي تجهل تاريخها هي أمة بلا هوية، وثمة ترابط عميق بين مفاهيم التاريخ والسياسة والهوية، لأنه يعتبر عنصرا أساسيا في التنشئة الوطنية وفي مسألة الصراعات وكذا صناعة المستقبل.
إلا أنه كثيرا ما كتب التاريخ بناء على تحيزات مذهبية أو عرقية أو سياسية، تصل حد الافتعال والاختلاق وتمجيد الذات وتوهم بطولات والعبث بالحقائق، من أجل خلق واقع تاريخي مزور، أي ما أراد المؤرخ أن يكون.
حيث إن بعض المؤرخين يميلون في العادة الى تبني آراء الجماعات التي يعيشون في محيطها أكثر مما يميلون الى تصحيح الآراء، كما يؤكد المؤرخ أرنولد توينبي في أول جملة من كتابه « مختصر دراسة التاريخ ».