24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب.. واشنطن تتعارض مع الجزائر في وصف حركتي “استقلال القبائل” و”رشاد” بالإرهابيتين
أكد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب لسنة 2023 أن الولايات المتحدة لا تصنف حركة تقرير مصير القبائل (MAK) وحركة “رشاد” كمنظمتين إرهابيتين، على عكس الموقف الذي تتبناه الجزائر تجاه هاتين الحركتين، مشيرا إلى أن تركيز الجزائر على هذه المجموعات لا يُعزى إلى المخاوف الأمنية، بل له علاقة بمسائل سياسية داخلية.
وأشار التقرير بخصوص الحركتين المذكورتين أن الولايات المتحدة لم تلاحظ أي دليل على تورط أي منهما في أعمال إرهابية وفق التعريف الأمريكي للإرهاب، معتبرا أن تصنيف الجزائر هاتين الحركتين بالإرهاب ينبع أساسا من اعتبارات سياسية. إذ تعتبر الجزائر أن حركة تقرير المصير للقبايل تهدد وحدة البلاد من خلال مطالبتها باستقلال منطقة القبائل، بينما تُتهم حركة رشاد بالسعي لإسقاط النظام عبر دعم المعارضة السياسية.
وبحسب ما جاء في التقرير فإن السياسة الأمريكية تجاه هاتين الحركتين تعتمد على تقييم الوقائع الميدانية وليس على التوجهات السياسية المحلية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، لكنها ترى أن تصنيف الجماعات يجب أن يستند إلى أدلة قاطعة تتعلق بالتهديدات الأمنية.
وبشكل عام أكد التقرير على أن الجزائر واصلت جهودها في مكافحة الإرهاب خلال عام 2023، حيث قامت بعمليات واسعة النطاق للقضاء على الخلايا الإرهابية وتدمير مخابئ الأسلحة واعتقال المشتبه بهم، مما ساهم في تقليص نشاط الجماعات الإرهابية داخل البلاد. وذكر التقرير أن المنظمات الإرهابية، مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجند الخلافة، شهدت تراجعا مستمرا في أعدادها وقدراتها على جذب متطوعين جدد أو الحصول على موارد.
ومع ذلك، لم تسجل الجزائر أي حوادث إرهابية داخل حدودها في عام 2023، وفق التقرير، بالرغم من رصد بعض التهديدات الإقليمية، مثل تصاعد النشاط الإرهابي في مالي والنيجر، والهجرة عبر الحدود الجنوبية للجزائر، والروابط بين الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية عبر الوطنية، التي تظل مصدر قلق.
وعلى الرغم من الاختلاف في المواقف، أشاد التقرير بالعلاقة القوية بين الولايات المتحدة والجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، حيث شمل التعاون بين البلدين تبادل الخبرات التقنية وتنظيم حوارات منتظمة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
جدير بالذكر أن تقرير الخارجية الأمريكية بخصوص المغرب، سلطت فيه الضوء على استراتيجية المغرب الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، منوهة بالتزام المملكة بالتعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل التصدي لهذه الآفة وإيديولوجياتها المتطرفة.
وجاء في التقرير السنوي حول الإرهاب في العالم، الذي أصدرته الدبلوماسية الأمريكية، الخميس، أن “الولايات المتحدة والمغرب يربطهما تاريخ عريق من التعاون المتين في مجال مكافحة الإرهاب. فقد واصلت حكومة المغرب استراتيجيتها الشاملة التي تتضمن تدابير اليقظة الأمنية، والتعاون الإقليمي والدولي، وسياسات مكافحة التطرف”.
وسجلت الخارجية الأمريكية، في هذا التقرير، أن الجهود المبذولة في إطار هذه الاستراتيجية الشاملة، التي تعطي “الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية، فضلا عن مكافحة التطرف”، واصلت خلال سنة 2023 “الحد من خطر الإرهاب”.
وذكر التقرير بأن قوات الأمن المغربية تمكنت خلال السنة الماضية، بتنسيق من وزارة الداخلية، من توقيف 56 شخصا على الأقل، 40 منهم كانوا ينشطون بشكل منفرد، فيما كان 16 على صلة بست خلايا إرهابية مختلفة.