في تصنيف جديد لمنصّة “دو ترافل” العالمية، المتخصصة في الأسفار وتقديم النصائح والتوجيهات السّياحية، حلّت مدينة طنجة المغربية ضمن “المدن الـ10 الأجمل التي تدفع السّائح إلى التّفكير في ميزانيّته لكي يستطيع تحمل التكاليف”، موردة: “السّفر قد يبدو حلماً بعيد المنال بالنسبة للعديد من الأشخاص، خاصة في مجتمعات أمريكا الشمالية، فغالبا ما يُنظر إليه على أنه أمر مخصّص للأثرياء”.
لكن “طنجة الساحرة” تستطيع أن تعيد تفكيك هذه الاعتقادات، لكونها تخول للسائح زيارة مدينة بمعايير عالمية وغنيّة سياحيّا، في احترام للقدرات الشّرائية، إذ أكدت المنصّة أنه “في كثير من الأحيان يكون المبلغ اللازم للسفر على المدى الطويل أقل مما ينفقه الشخص في مدينته الأصلية في كندا أو الولايات المتحدة”، مضيفة أن “المدن الجميلة صارت تمكّن من رؤية العالم دون الحاجة إلى الكثير من المال لتمويل الرّحلة”.
وأوردت المنصة ذاتها: “يمكن للمسافرين الذين يحلمون بزيارة إسبانيا لكنهم يعتقدون أن التكاليف مرتفعة أن يتطلعوا إلى الجنوب ويغامروا بدخول شمال إفريقيا: طنجة، التي تقع بالمغرب على الجانب الآخر من مضيق جبل طارق من إسبانيا، وتوفر أماكن إقامة بأسعار معقولة وطعاما محليا ووسائل نقل”، وزادت: “إنها مدينة كبيرة وتمكن المسافرين من استكشاف مدينة أصيلة الهادئة”.
وتعليقاً على التّصنيف، قال الزبير بوحوت، الخبير في المجال السياحي، إن “اهتمام هذا الموقع وتصنيفاته بالوجهات المغربية مؤخرا يثبت أن الإشعاع السياحي متواصل بحكم تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين”، مضيفاً أن “ظهور اسم طنجة في هذا الموقع يعزز حضور المدينة في محركات البحث وفي لوائح المقترحات التي تلعب فيها الخوارزميات دورا أساسيا، بشكل يزكي إستراتيجيتنا السياحية”.
وأورد بوحوت أن “طنجة تتميز بالفعل بعرض سياحي متنوع، وهي مدينة بمعايير عالمية تحتفظ بالكثير من التراث التقليدي ومن الفضاءات السياحية، كالمدينة العريقة والقصبة، ومغارة هرقل، مقهى الحافة، ومتحف الفنون المغربية، وكذلك الأسواق، وغيرها”، وزاد موضحا: “هناك أيضا أنشطة عديدة يمكن القيام بها في طنجة، بحكم قربها من إسبانيا وتمتعها بوضع دولي خلال فترة الحماية”.
وأشار الخبير السياحي ذاته، متحدّثا إلى هسبريس، إلى أن “مدينة طنجة تغفو على تاريخ كبير ومهم، وتتوفر على فنادق وفضاءات للإيواء بمعايير عالمية”، مسجلاً أن “التّصنيف يؤكد توفير طنجة عروضا تتماشى مع الميزانيات المتوسطة أو منخفضة التكلفة، وهو أيضاً إشهار مهم لطنجيس والمغرب، خصوصا أنه لم يعد يمر شهر دون أن نسمع تصنيفا جديدا لوجهة مغربية معينة من طرف مجلات متخصصة”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “زيارة طنجة هي فرصة للارتواء من مياه ثقافية متدفّقة، ساهم فيها العديد من المثقفين المغاربة، الذين رسموا للمدينة أفقا محوريا، جعل العديد من الكتاب العالميين يحررون عنها مقالات وكتبا، فضلا عما تنطوي عليه من عناصر مهمة للسياحة الثقافية”، مواصلا: “حتى تطور بنيتها التحتية ومساحاتها الخضراء وتأهيلها تنمويا جعلها مدينة تضاهي كبريات المدن بجدارة حقيقيّة”.
ومضى بوحوت قائلاً: “في الحقيقة ما أحوجنا إلى مثل هذه التصنيفات، وخصوصا في مرحلة نهضوية يعرفها المجال السياحي المغربي بعد الزلزال”، وزاد: “مثل هذه التصنيفات التي لا تغفل العروض المغربية لها دور في تعزيز مكانة المغرب سياحيّا، خصوصاً بحكم كونه يقدم عرضا يتلاءم مع كل الشرائح؛ وطنجة تنضاف إلى هذه الخانة، بحكم أن جميع العروض متاحة”.
واستطرد المتحدث: “ما يجب أن نلتقطه في هذه الفرص التي تتيحها المواقع العالمية المتخصّصة هو أن مصداقيّة المشهد السّياحي بالمغرب تزداد في أذهان السياح من مختلف مناطق العالم”، مردفا: “هذه المواقع تقدم معلومات ونصائح تؤثر على اختيارات السائح وإخراجه من دائرة التردد ودفعه إلى اختيار الوجهة المغربية، وهذا سيخدم الفاعلين في المجال السياحي المغربي”.
كما ذكر بوحوت، في تصريحه، أنه “عادة يرد اسم طنجة أو معلومات عن مراكش أو الداخلة أو الدار البيضاء أو الرباط أو الصحراء، لكن ذلك يكون فرصة لاكتشاف المدن الأخرى، بحكم أن السياح الأجانب يدرسون الوجهة جيدا وما يخوله البلد الذي يتوجهون إليه”، خاتما: “هناك سهولة اليوم في الوصول إلى طنجة بحكم توفر قطار ‘البراق’، ما يعني أن المدينة مثلما كانت دائما وجهة عالمية متميزة”.
جدير بالذكر أن مدينة طنجة المغربية حلت في التصنيف إلى جانب عدة مدن عالمية، من قبيل إسطنبول بتركيا، وكيتو بالإكوادور، وكساميل بألبانيا، وبلوفديف ببلغاريا، وبوينوس آرييس بالأرجنتين، وميديلين بكولومبيا، إلخ