الجزائر قوة إقليمية في التعفن!
عندما سلم أويحيى مهام الحكومة لسلال، قال لأحد الوزراء المقربين منه “مبروك عليكم ميكي ماوس”! وعندما تولى سلال المهام قال لأحد الوزراء المرحبين بمقدمه: “تهانينا بتخلصكم من (الرومي الصغير)! هذا التنابز بين الرجلين كانت له أسسه في الواقع لم ندركها لحظة سماعنا هذه الأقوال وعرفناها الآن.
* الرئيس بوتفليقة أصبح بالفعل يأكل من رصيده المعنوي كل يوم بمتتالية هندسية، وهو يمارس الصمت القاتل عن المهازل التي تحدث في مؤسسات الدولة من البرلمان إلى الحكومة. ولد خليفة يتصارع مع طليبة وجميعي على كراسي الوزراء لأنهم اشتموا رائحة تغيير وزاري موعود.. وسلال وحداد يتصارعان أمام الأفارقة وعلى المباشر في مؤتمر رجال الأعمال، أو على الأصح مؤتمر “رجال الإهمال”!
رجل الأعمال حداد يهين بروتوكوليا حكومة بلاده. ورئيس الحكومة والوزراء يهينون رجل الأعمال حداد أمام رجال الأعمال الأفارقة الذين صرفت عليهم الدولة الشيء الفلاني ليجتمعوا في الجزائر ويسمعوا مهازل هذا البلد… الذي فشل في تنظيم ملتقى ويريد أن يعلّم إفريقيا فنون الاستثمار!
إذا السلطة أرادت أن تكسر قرن حداد فمن حقها ولكن ليس بهذه المهزلة.. وإذا السلطة أرادت أن تكسر قرن الوزير الأول سلال أيضا ليس بهذه الطريقة التي هي فضيحة! والمنطق يقول: لا سلال ولا حداد يستحق أن يكون حيث هو الآن.. والدليل هذه المهزلة.
ولد عباس قال إن ما حدث بين جميعي وولد خليفة زوبعة في فنجان شاي! ولعله يقول الآن إن ما حدث بين حداد وسلال هو الآخر زوبعة ولكن هذه المرة في كأس ويسكي! هل يعقل أن السلطة التي صدّعت رؤوس الجزائريين بالحديث عن الاستثمار في إفريقيا، وعندما يعقد الملتقى تعطى الجهات الإعلامية (الظلامية) الأمر بعدم تسليط الأضواء على الملتقى بسبب الهوشة البروتوكولية بين رجال المزيف ورجال السلطة المزيفين؟! وهل هذا إعلام أصلا؟!
* غول أيضا يشتكي من الإعلام لأنه أغمطه حقه.. فهو من دعا إلى خفض أجور الوزراء بناء على توجيهات الرئيس! وأن خفض أجور الوزراء هو الآخر من بين نقاط برنامج رئيس الجمهورية الذي يدعمه غول! لكن هؤلاء لم يقولوا لنا لماذا قالت الحكومة: إن خفض أجور الوزراء سيطبق لاحقا بداية من جانفي القادم؟! أليس لأن الحكومة شبه متأكدة من أنها لن تبقى إلى 31 ديسمبر القادم؟! أي أن الحكومة الحالية تعاقب الحكومة القادمة ليس إلا؟! هذا هو الأداء الكوميكي للحكومة!
* الوزيرة مسلم، وزيرة التضامن وترقية المرأة، هي الأخرى قالت إنها تدعو النساء المسؤولات إلى التبرع براتبهن للحكومة! ومبرر هذه الوزيرة أن المرأة المسؤولة لا تحتاج إلى هذا الراتب لأنها حسب القانون الجزائري يتحمل زوجها مسؤولية إعالتها! هكذا والله تقول الوزيرة التي أتى بها الرئيس لتحرير المرأة، فإذا بها تعدّ برنامجا لإعادة المرأة تحت سلطة الرجل من جديد. وهذا أيضا مثل برنامج غول يندرج في إطار برنامج الرئيس لترقية المرأة! الرئيس يحرر النساء بقرار ضد إرادة الشعب، ومسلم تلغيه وتقول إنه إرادة الرئيس؟!
*ويبقى السؤال المحير: هل التعفن الذي تتدحرج إليه المؤسسات الدستورية للدولة هو بإرادة الرئيس أم ضد إرادته؟! وإذا كان ضد إرادته… فمن هي هذه الإرادة التي تعلو على إرادة الرئيس… وإذا كان الأمر بإرادته فلماذا يفعل الرئيس هذا بمؤسسات الدولة؟! لا أستطيع أن “أسْرُط” الرأي القائل: إن الأمر يتعلق بصراع رجال المال مع رجال السلطة.. تحت حراسة رجال السلاح.. لأن الشعب إذا غضب وهب لن يفرق بين هؤلاء الثلاثة! وهؤلاء يعرفون جيدا أنهم جميعا في عين الإعصار.. وأن الرئيس هو الأول الذي يكون هدفا لهذا الإعصار إذا حدث… وإذن، لماذا يمارس الصمت على هذا التعفن الذي عمت روائحه الوطن وصدّرناه حتى للقارة السمراء؟!