“الميزيرية” تهدد مدن الغرب الجزائري بالانفجار! وسكان يطالبون بفتح الحدود
تبدو الأجواء التي تخيم على مناطق ولايات الغرب الجزائري تؤشر على أن الحزام سيضيق أكثر على ساكنه بفعل سياسة النظام الجزائري الذي أغلق حدود وبدأ منذ زمن طويل في حفر خنادق وتسيجها لمحاربة التهريب .
هذا الوضع بدأ يكرس واقعا جديدا على سكان الشريط الحدودي وباقي المناطق التي اعتاد سكانها على مقاومة الفقر بالتهريب، وضع اجتماعي صعب، أدخل الكثير من الناس في مأزق الحصول على القوت اليومي، وربما اليأس والبؤس الذي يسكن الجميع ليشكل وقودا لقنابل موقوتة.
وقد طالب شباب مناطق الحدودية لولاية تلمسان، بفتح الحدود بطريقة قانونية لخلق نشاط بعد أن أثقلت البطالة كاهلهم حيث أكد الشباب أنهم يعانون من البطالة والتهميش جراء غلق الحدود، كما شددوا على ضرورة فتحها لانتشالهم من بؤر الميزريا وقوارب الموت التي أضحت الحل وحيد وتحولت شواطئ بني صاف عين تموشنت إلئ نقط رئيسية للهروب من جحيم نظام لايهمه سوى بقائه .
بعد أن تحول الغرب لجزائري لحزام من بؤس في عز غياب مشاريع تنموية في المنطقة،لا نقل ولا صحة ولا مشاريع في الأفق، قياسا بما هو عليه الأمر في المناطق الحدودية المغربية.
ولهذه الاعتبارات يتساءل أبناء مدينة مغنية تلمسان مرسى بن مهيدي عن سبب عدم تنمية المناطق الحدودية على نحو ما يقع بالسعيدية ووجدة والناظور طنجة ، ويقولون إن حماية الحدود تمر عبر تحقيق تنمية بشرية ، وأوضحوا أن المنطقة لم تأخذ حقها من التنمية رغم الصفحات المشرقة لتاريخها، بل إنها تعيش انحطاطا مقارنة بماضيها المشرق وأعلنوها صراحة “إن الواقع التنموي لا يعكس الماضي الثوري للمنطقة”.
الزائر لمناطق الشريط الحدودي والغرب الجزائري المتاخمة للأراضي المغربية يقف على أحزمة البؤس والفقر.الناس استيقظوا على وضع جديد وما عادوا قادرين على التأقلم معه، فبعدما كانت الحدود مفتوحة ومتنفس الوحيد بعد موسم من جفاف وقحط سياسي.
أصبحت اليوم الحدود مغلقة وراح الحزام يضيق على الناس أكثر فأكثر من يوم لآخر ولم يعد التهريب سهلا حتى أمام المغامرين الممتهنين للتهريب ، بعد أن تم إحكام الرقابة على الشريط الحدودي من قبل حرس الحدود والأمن الوطني والجمارك. ما جعل الشريط الحدودي يعيش حالة طوارئ .
وإن كانت آفاق الصيرورة المستقبلية غامضة بالنسبة لسكان الغرب الجزائري أضحت المنطقة حزاما يتناسل فيه الفقرو يتعايش فيه التهميش والقهر ورغبة في خلاص ، فإن الحياة بالمدن المغربية الواقعة على بعد أقل من كيلومترين عن الجزائر تبدو مختلفة و زاهية تتحرك بسرعة وتعانق التنمية في كل جوانب .
بل وبوسع الزائر أن يقف على نوعية التهيئة وجمالية البنيات التحتية مرورا بنظافة المحيط وصولا إلى مختلف المرافق المتوفرة من مناطق صناعية و مطارات وموانئ و مركبات سياحية وأماكن ترفيه ولعب ونقل ومدارس.ما يجعلك تكتشف الفرق بين منطقتين لا تبعدان عن بعضهما البعض إلا بنحو عشرات الأمتار، واحدة تنتمي للدولة الجزائرية تعتمد بشكل أساسي على الريع البترولي وأخرى تعتمد على السياحة والإستثمارات والتنمية والحكامة .
المناطق الحدودية الجزائرية متخلفة ولم تعرف عمليات تنمية على نحو ما تعرفه المناطق المغربية يتساءلون عن سبب عدم التفات الدولة من حولها لتسطير برنامج خاص بتنمية الحكومة سبق أن أصدرت تعليمة تقضي بتجميد كافة المشاريع المسجلة التي لا تتوفر على أمر بالشروع في الأشغال الظروف الاجتماعية للناس بدأت تضغط بثقلها أكثر من أي وقت مضى، ولعل ما يعكس ذلك مؤشر غلاء المعيشة .
إن مسار التنمية في الجزائر اكتنفته العديد من المفارقات و التناقضات، و التي أثرت تأثيرا كبيرا على نجاح العملية التنموية برمتها. فرغم الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الجزائر ،الموارد الطبيعية من بترول و غاز و غيرها و إمكانات بشرية ضخمة إلا أن الجزائر لا زالت لم تضع قاطرتها التنموية على سكة الإقلاع الاقتصادي، لتحقيق التنمية الشاملة مما ينعكس طبعا على حياة المواطن الجزائري.
وعليه فان الإشكالية المطروحة هي لماذا عجزت الجزائر إلى حد الآن على تحقيق تنمية شاملة فعالة و مستمرة و متواترة ، رغم الإمكانات المادية و البشرية التي تمتلكها، بل الأدهى من ذلك عجزها حتى لا نقول فشلها في تحقيق النجاح و لو في قطاع بعينه؟ واستنادا لهذه الإشكالية نستخلص أن كل إمكانياتها تم هدرها في سباق التسلح ومعاداة المغرب و دعم البوليزاريو وشراء ذمم دول التي تعترف به إلى جانب تحويل رجالات نظام الجزائري الأقوياء الأموال إلى حسابتهم الخاصة لتبقى مدن وهران ، مغنية سيدي بلعباس، معسكر ،تلمسان تراكم الأزمات و تتعايش مع البطالة والحرقة والجريمة .