وماذا إذا أصدر قرار بحل الأولترات بالمغرب؟؟؟
ساؤلات كثيرة تشغل بال المتتبعين للشأن الكروي بالمغرب عن الأولتراس التي ظهرت مع منتصف سنة 2000، تساؤلات وإن طرحناها اليوم على أنفسنا ستجعلنا خائفين من عواقب ما قد تحمله في طياتها من فوضى وعواقب لا مسؤولة قد تتسبب فيها لاحقا، فمثلا أتسائل الآن هل يمكن حل الأولترات المغربية لأسباب سياسية كحال نظيراتها في مصر؟؟، هل بإمكان الجماهير المغربية التي ما فتئت تفهم الحركية أن ان ترضخ لقرارات مثل هاته؟؟، هل يمكن التخلي عن مبادئ الأولتراس المترسخة لدى هذه الطبقة الشغوفة بفرقها ؟؟، أسئلة على نفس المنوال قد تستفز البعض للإجابة عنها رغم أن الأمر أصبح معقدا وبشكل كبير.
إنشاء مجموعات مساندة للفرق الوطنية بعقلية جنوب أمريكية محضة لم يفهم بالشكل المطلوب على ما أعتقد، فبعض الأولترات لم تفهم الغرض الأساسي لمثل هذه المجموعات المؤطرة إلا بعد مضي أكثر من ثمان سنوات على ظهورها، فيما لحد كتابة هذه الأسطر لا يزال البعض يحسب أن كلمة ”أولتراس” وسيلة لإظهار القوة والتفنن في طرق الانتقام لهزيمة او فشل فرقها، فمجموعة من جماهير الفرق التي تتصنع فهم العقلية وتظهر تسلطها منذ بداية الحركية تحاول رسم مفهوم مغلوط حول هذه الظاهرة التي إقتربت من إكمال عشاريتها الأولى، وما فتئت أن تزيل كل القيم والأسس التي ترتكز عليها هذه العقلية الراقية، ورسخت كلمة شغب لدى كل المتتبعين للشأن الكروي المغربي بالخصوص، لتجعل هذا الأخير يمتعض من مثل هذه السلوكات المتكررة بشدة في الآونة الأخيرة ويعيش حالات متناقضة: بين مؤيد للأوتراس وفنها الراقي الذي تقدمه داخل الملاعب، ومعارض لهذه الفئة بوصفه لها لأطفال صغار مشاغبين…
لنعد قليلا إلى سنوات سابقة: المكان ملاعب وطنية بجماهير قليلة غير مهتمة بكرة القدم بنفس الطريقة التي يعيشها البعض الآن، وتختزل في 90 دقيقة تشمل منطق الربح والخسارة والتعادل، تشجع كل الفرق الوطنية عند لعبها مع فريق من غير بلدها، وروح رياضية عند نهاية كل مباراة، أما سمعتم أن جماهير فريق ما سرقت معدات تشجيع فريقها الآخر؟؟، أسمعتم ذات مرة أن الجماهير الفلانية تعرضت سبيل جارتها بسبب حملها لقميص فريقها؟؟ بخلاف ما يحصل الآن كانت المباريات عبارة عن مسارح للعب رائع يجعل مشاهده يخرج من الملعب بفخر واستمتاع لما حضر له…
أما الآن، فحديثي عن ما يقع اليوم سيكون بمثابة هدر للوقت لأن الجميع يعرف أن الكرة الحديثة أصبحت ركيزتها الأولى هي الموارد المالية، وأصبح اللاعب سلعة كباقي السلع التي تباع وتشترى وهو يبيع نفسه بأثمان مبالغ فيها كأنه يبصق ذهبا…
في اعتقاد البعض أن الأولترات ليس قرآنا منزل وهي قضية متحكم فيها سياسيا لأغراض معينة وتبقى رغم هذه الإنفلاتات واحدة من القضايا التي من المفترض مسح كينونتها وسهل التخلي عنها ويمكن العيش بدونها بشكل جد عادي، فيما يحاول آخرون تأصيل مفهومها اعطائها منحى آخر بتقييدها مع الثقافة الشبابية المغربية، حيث تصفها هذه الفئة “بأسلوب حياة” وستعيش للدفاع عن مبادئها طيلة حياتها حتى وإن اقتضى الحال إهداء روحها من أجل إستمرارها، مما قد يزيد من حماسة هؤلاء الشباب للظهور بشكل مثير في المباريات وهذا دليل كاف على صعوبة حلها أو فقط محاولة القيام بذلك، وتعي بعض الأولترات أنها معرضة لمحاولة تنحيتيها من على الساحة الرياضية المغربية، وفهمت أن من الضروري التكافل فيما بينها في حالات الاعتقال أو ماشابه ذلك من إستفزاز من السلطات المعنية، والوقوف كسد منيع لمن يحاول مساسها بسوء لأنها في نظرهم فكرة والفكرة لا تموت.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net
تعليقات الزوّار
أترك تعليق
من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
صوت وصورة

جون أفريك: “العيون والداخلة” تجسيد للإنجازات الدبلوماسية للمغرب في قضية الصحراء

الاستخبارات الجزائرية .. فشل متكرر ومحاولات يائسة

افتتاح جسر شارع محمد السادس بالبيضاء

بوبكر سبيك الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني : الاستقطاب لتنفيذ الهجمات الإرهابية انتقلت من الوسائل الكلاسيكية إلى التطرف السريع من خلال التغرير عبر الإنترنت

المشتبه فيهم في ارتكاب جريمة القتل العمد لشرطي تشبعوا بالفكر المتطرف واعتمدوا أساليب الإرهاب الفردي

جريمة قتل شرطي البيضاء تكشف خيوط مخطط إرهابي

محمد أحمد كاين: ملف بيغاسوس يستغل من أجل أهداف سياسية واضحة

إنفانتينو: جائزة التميز تقدير للأداء المتميز للعاهل المغربي

بلاغ للديوان الملكي .. بيان حزب العدالة والتنمية يتضمن مغالطات خطيرة

عبد الغني بادي : النظام الجزائري لا شرف له في الخصومة

الجزائر : تذمر واسع من الأداء السيئ للحكومة.. وتساؤلات عن الغياب المستمر لـ لعمامرة
