24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
عزيزي الجزائري الحاقد..
أول الكلام، رسالة حب بمناسبة عيد الحب إلى شرفاء الجزائر، ممن ضاقوا ذرعا بتصرفات شرذمة من بني جلدتهم تسيء لهم و تحاول أن تسيء للجيران. في هذا الركن درس لكل مبتدئ في الحرفة هناك في الجزائر، له الرغبة في أن يتعلم كيفية الانتقاد بدون السقوط في قلة الأدب. مرحبا بكل من يرغب في التعلم…
عزيزي الحاقد،
يحق لك أن تغار من المغرب، و يجوز لك أن تحاول اللحاق بالركب. حين تضيق بك السبل و تبلغ مرحلة الإفضاء بالكره، هنا يحيل الأمر على جانب مرضي خفي يتطلب علاجا عند من يبحثون عن علاج. أن يبلغ بك الضعف لتنشر وهنك أمام كل الناس، فهو حقا انحطاط ما بعده انحطاط. الپاروديا لها أهلها، و أعرف من الجزائريين فنانين كثر يبدعون في هذا المجال، لكن هؤلاء الشرفاء يستحيل أن يقبلوا ببيع فنهم لفئة باحثة عن التفرقة و حالمة بالفتنة مآلا و سبيلا.
للأسف الشديد، لن يكون بمقدورنا تغيير قاعدة قديمة تقضي بأن الفاشل يبحث دوما على تصريف فشله عند من ينجح أو يحاول النجاح. بعد كل السنوات التي قضيتها في تحليل الصورة، و فتح نقاش مع فنانين مغاربيين يعسر علي حقا أن أبحث عن تبرير لما بلغه ضعف بعض من وسائل الإعلام في الجزائر،و أجد نفسي غير قادر على منح التافهين وقتا لا يستحقونه. فئة منحطة فرضت على مقدم أن يقرأ سؤالا ما هو بالسؤال، على قناة ما هي بالقناة، و من أعد له العدة يستحق فعلا لقب أغبى متحامل.
تصوير بدائي، و إخراج تجاوزناه في توثيقنا لأبسط حفلاتنا الخاصة و أعراسنا، و تعليقات جهل صادرة عن ضيوف جهلة. ما اقترفته إحدى قنواتهم دليل على نفاذ صبر فئة تحقد على المغرب، و تحقد حتى على شرفاء الجزائر الذي تبرؤوا على الدوام مما ترتكبه جماعة الحقد. من العار أن يتم مهنيا ربط الانحطاط الذي أعده كثير من عديمي الذوق و قليلي الأدب، بما سبق و شاهدناه جميعا في “Lيس عويعنولس دي ل’ينفو”، لأن الدمى حركتها المواقف الساخرة في بلاد الغرب، و أثثت قولها نصوص إعلاميين مجربين، و متخصصين حقيقيين في خلق نقاشات بناءة.
ما شاهدناه عند الجزائريين، جماعة دمى يتلون بلغة سوقية ما كتبته لهم كائنات أغبى من الدمى، و بالتالي يستحيل أن تحلل مشهدا تافها بمضامينه و كراكيزه.
عزيز الحاقد،
بعد أن كشفت ضعفك و قلة حيلتك، و بينت كرهك لجار يكن له أغلب المواطنين الجزائريين كثيرا من حب، دعني أسألك بعد أن ارتكبت خطيئتك: ألهذا الحد بلغ بكم الوهن؟ ألهذا الحد تصرون على تذكير العالم بأنكم أضحوكة؟ لماذا تضعون المواطن الجزائري الشريف في وضع لا يحسد عليه؟ و قبل هذا السؤال أو ذاك، ما الذي يمنع الفئة الحاقدة على التكلف أولا و قبل كل شيء بتعليم الكراكيز في دكاكينهم الإعلامية بعضا من قواعد اللغة؟
حين ستعيد عزيزي الحاقد متابعة المقطع المصور، ستكتشف بأن كراكيزك يتلعثمون، و يحاولون أن يجمعوا بعسر بعضا من كلام منحط، في مشهد كله ارتباك. هو مشهد يفضح وضع الفئة المتحدث عنها، و التي توفقت و تتوفق في جعلنا جميعا نضحك عليها و على حالة الإحباط التي بلغتها.
في أول و آخر المطاف، مثلما تتم صناعة الذكاء الاصطناعي تتم أيضا صناعة الغباء، و في سيكولوجيا السب و الشتم سبق و شرحت منذ أشهر بأن فئة من الجيران تعيش ضغوطا نفسية و إحباطات و انهزامات لا تنتهي.
هذا المستوى القبيح الذي استاء منه المغاربة و الجزائريون الشرفاء، ما هو إلا تعبير عن رغبات عدوانية لاشعورية. سب و شتم، و في الخلفية ارتباك كبير يدل على حالة نفسية مضطربة لفئة فقدت السيطرة على نفسها و على الآخرين. نحن هنا لمساعدة الفئة العليلة من الجيران على الشفاء، أما الكراكيز فقد كانوا و لا زالوا و سيبقون مجرد كراكيز.
لا أجد فعلا الوقت و لا القدرة على التعليق على فئة من جاهلين فرضتهم علينا الجغرافيا، و لا يمكن أن تشرح معنى أخلاقيات المهنة لمن دفعته نجاحات المغرب ليلبس العمل الإعلامي بتصرفات سوقية. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا… ثم ماذا بعد؟ و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما…