24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين : طرد الجزائر لدبلوماسي مغربي رد فعل يائس على هزائم دبلوماسية متتالية

    الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين : طرد الجزائر لدبلوماسي مغربي رد فعل يائس على هزائم دبلوماسية متتالية

    فسر الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نور الدين، طرد الجزائر لنائب القنصل العام المغربي بوهران محمد السفياني، بأنه ردة فعل يائسة تجاه الهزائم الدبلوماسية المتتالية التي منيت بها الجزائر بسبب المغرب.

    وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، في بلاغ أمس الخميس، أن السفياني “شخص غير مرغوب فيه”، وأمهلته 48 ساعة لمغادرة التراب الجزائري، وذلك بسبب “تصرفات مشبوهة تتنافى مع طبيعة ممارسة مهامه”، بحسب زعمها.

    وتندرج هذه الخطوة التي أقدمت عليها الجزائر ، ضمن مسار طويل من التصعيد ضد المغرب بعد أن قطعت علاقاتها الدبلوماسية معه وأغلقت الأجواء في وجه الطيران المدني المغربي بما في ذلك طائرات حجاج بيت الله الحرام المتوجهين إلى مكة المكرمة، يقول أحمد نور الدين في تصريح لجريدة “العمق”.

    واسترسل، “تأتي هذه الخطوة بعد أن اتهمت باطلا المغرب ودون دليل بإشعال الحرائق في بلاد القبائل”، رغم بعدها بحوالي ست مائة كلم عن الحدود المغربية، وبعد استفزازاتها العسكرية في واحة العرجا بفكيك التي طردت منها المزارعين المغاربة أصحاب الأرض، وبعد أن قتلت شبان مغاربة في شاطئ السعيدية.

    كما تأتي أيضا بعد أن فشلت خطتها لخلق حادثة حقوقية في مراكش من خلال المعارض الذي أصبح عميلا، رشيد نقاز، وبعد دق طبول الحرب وحشد جيوشها على الحدود المغربية، فـ”بعد أن أحرقت كل هذه الأوراق لم يعد بجعبتها الشيء الكثير لشحن الرأي العام الجزائري ولفت انتباه الرأي العام الدولي غير طرد ما تبقى من سلك قنصلي مغربي في الجزائر”.

    هزائم متتالية

    وعدد أحمد نور الدين جملة من الهزائم الدبلوماسية التي منيت بها الجزائر بسبب المغرب، ومنها استسلامها، على لسان رئيسها عبد المجيد تبون، أمام تهديدات وزير الداخلية الفرنسي بفرض عقوبات تدريجية متصاعدة إذا لم تغير سلوكها.

    واسترسل “هو ما خضعت له الجزائر دون قيد أو شرط في تناقض تام مع العنتريات التي كانت قد عبرت عنها بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء في غشت 2024، حيث سحبت السفير الجزائري من باريس، وأصدرت خارجيتها بلاغات تهدد فرنسا وتحملها مسؤولية ما ستؤول إليه العلاقات بين الجزائر وباريس، ولوحت بمقاطعة تجارية.. ليتضح أنها كانت فقاعات في الهواء”

    ومن هزائم الجزائر أيضا، يضيف الخبير في العلاقات الدولية، الاستسلام أمام إسبانيا التي زارها وزير الداخلية الجزائري في فبراير 2025 لتطبيع العلاقات مع مدريد، بعدما فشلت كل محاولات الابتزاز لتغيير الموقف الاسباني من الصحراء المغربية.

    وأشار إلى أن الجزائر جمدت معاهدة الصداقة والتعاون، وضيقت على الشركات الإسبانية، وسحبت سفيرها لمدة عشرين شهرا، “ليعود خائبا خاضعا دون أن تغير إسبانيا موقفها، ودون أن تجني الجزائر غير الخسائر الاقتصادية والعودة إلى نقطة الصفر بشكل مهين”.

    وتحدث نور الدين عن انبطاح الجزائر أمام الولايات المتحدة، “سعيا لاسترضائها وخوفا من انتقام دونالد ترامب بسبب حملتها ضده سنة 2020 بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء”، حيث سارعت أياما بعد فوز ترامب بعهدته الثانية إلى التوقيع على اتفاقية للتعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي مع واشنطن.

    تلا هذا التوقيع، يضيف المتحدث، عرض سخي قدمته الجزائر عبر سفيرها في واشنطن إلى الإدارة الأمريكية لاستغلال مناجم المعادن الثمينة دون قيود أو سقف محدد. “علما أن الجزائر لم تجرؤ على سحب سفيرها من واشنطن بسبب الاعتراف بمغربية الصحراء كما فعلت مع إسبانيا وفرنسا”.

    وتابع أحمد نور الدين أن الجزائر تعرضت لصفعات من داخل الدول العربية والخليجية، خاصة بعد عزلها وإبعادها من لقاء مكة من أجل تحضير القمة العربية في القاهرة، التي خصصت للحرب في غزة، بداية مارس الحالي. وهو دفع تبون إلى مقاطعة هذه قمة القاهرة، معللا ذلك بعبارته الشهيرة “حزّت في نفسي دعوة بعض الدول وإقصاء أخرى”، في إشارة إلى حضور المغرب وإقصاء الجزائر.

    وتنهج الجزائر سياسة تأجيج التوتر مع المغرب إلى أقصى درجاته، لإبقاء الرأي العام الداخلي موجها باستمرار ضد العدو الخارجي، يقول نورد الدين، موضحا أن الجزائر بطردها للدبلوماسي المغربي، لعبت إحدى آخر أوراقها أمام الوضع المتفجر والسوداوي الذي يعيشه النظام العسكري الجزائري داخليا منذ اندلاع الحراك الشعبي فبراير 2019 إلى اليوم.

    آخر الأوراق

    وأوضح أن هذه الخطوة تبدو واحدة من بين آخر الأوراق التي بقيت في يد الجنرالات لشد أعصاب الشعب الجزائري وشحنه بجرعات إضافية من الحقد والكراهية العمياء ضد المغرب وشغل الجزائريين عن مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من أجل حياة كريمة ومن أجل دولة مدنية يكون فيها العسكر الجزائري خارج اللعبة السياسية.

    وتحاول الجزائر تفادي تفجير المؤسسة العسكرية من الداخل بعد أن باتت تعيش صراعات بين أجنحتها، يقول المتحدث، وآخر حلقة في هذا الصراع هو اعتقال الجنرال عباس مختار قبل يومين ، لينضاف إلى حوالي 40 جنرالا يقبعون في السجون، “لذلك سيشكل طرد نائب القنصل المغربي، حجابا من الدخان للتغطية على هذه الحادثة وعلى الصراع المحتدم داخل قيادة الجيش الجزائري. فالمغرب هو الفزاعة أو البعبع”.

    ووصف الخبير في العلاقات الدولية طرد الدبلوماسي المغربي بـ”العملية الاستعراضية” التي تحاول الجزائر من خلالها “صرف الأنظار عن موجة الاستنكار التي تلاحقها دوليا وداخليا بعد اعتقال المثقف والكاتب بوعلام صنصال بسبب المغرب أيضا ودائما”.

    وأكد الخبير في العلاقات الدولية أنه “بسبب الهوس المرضي للجزائر تجاه المغرب، أصبحت المملكة المغربية تحاصرها من كل الاتجاهات، سواء في سياستها الداخلية أو في سياستها الخارجية، وبذلك تكون الجزائر قد وقعت في الحفرة العميقة التي ظلت تحفرها للمغرب منذ نصف قرن، وعلى نفسها جنت براقش”.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.