24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | رئيسة حزب “الهوية والحرية” الفرنسي: الجزائر يحكمها “نظام سلطوي” على فرنسا أن تتعامل معه بصرامة

    رئيسة حزب “الهوية والحرية” الفرنسي: الجزائر يحكمها “نظام سلطوي” على فرنسا أن تتعامل معه بصرامة

    أظهرت النائبة الأوروبية ماريا مارشال موقفًا شديد الانتقاد لسياسة التهدئة التي اتبعتها الحكومة الفرنسية تجاه الجزائر، حيث أدانت المصالحة الأخيرة التي استهلها ماكرون وسار على نهجها وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في زيارته إلى الجزائر أمس الأحد، معتبرة إياها نوعًا من الإهانة لفرنسا واعترافًا بممارسات النظام الجزائري.

    رئيسة حزب “الهوية والحرية” لم تتردد في التعبير عن استيائها من السياسة الفرنسية الحالية الرامية إلى إعادة الدفء للعلاقات الجزائرية الفرنسية، مشدّدة على أن العلاقة بين باريس والجزائر ليست على الإطلاق علاقة بين شركاء متساويين، بل هي علاقة غير عادلة وغير متكافئة.

     

    وأعربت المسؤولة السياسة الفرنسية، في تصريحات لها على قناة “BFMTV”مساء أمس الأحد عن رفضها الكامل للنهج الذي تتبعه الحكومة الفرنسية في التعامل مع الجزائر، معتبرة أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي حول استئناف العلاقات بين البلدين تعد تراجعًا أمام الجزائر المستعمرة القديمة واستخفافا كبيرا بمكانة باريس.

    وأوردت المتحدث في هذا الإطار: “ليس لدي انطباع أن استئناف الاتصال سيساهم في إعادة المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين”، وهي التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث كانت الجزائر قد اعترضت على استعادة مهاجريها غير المرغوب فيهم فوق الأراضي الفرنسية ممن تم ترحيلهم وهو ما فاقم الأزمة بين البلدين.

    وفي هذا السياق، اعتبرت مارشال أن التصريحات الفرنسية حول استئناف العلاقات مع الجزائر تفتقر إلى الشجاعة السياسية وتظهر التهاون في التعامل مع النظام الجزائري، الذي يتصرف بشكل غير مسؤول في العديد من القضايا الدولية.

    من جانب آخر، أشادت مارشال بتصريحات وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر والتي وصف فيها المرحلة الجديدة بأنها بداية لتعاون مستدام بين البلدين بعد أشهر من التوترات المتعلقة بقضية “أو كيو تي إف” (أوامر بالترحيل) والعديد من القضايا الأخرى التي أثرت على العلاقات بين البلدين، إذ أكد بارو في تصريحاته أن فرنسا والجزائر تعبران عن رغبة مشتركة في بناء شراكة متكافئة “هادئة وهادئة”، إلا أن مارشال لا ترى في هذه التصريحات أي نوع من التوازن، بل تراها اعترافًا بالهزيمة من جانب فرنسا.

    مارشال، التي كانت قد شغلت منصب النائبة في البرلمان الفرنسي سابقًا، لم تتردد في تحميل الجزائر المسؤولية عن التوترات الدبلوماسية، وقالت إن النظام الجزائري هو “المذنب” في هذه الأزمة، مشيرة إلى أن الجزائر تواصل انتهاك القانون الدولي برفضها استعادة مواطنيها الذين تم ترحيلهم من الأراضي الفرنسية بموجب قوانين “أو كيو تي إف”.

    وأضافت أن الجزائر تواصل انتهاك الحقوق الأساسية لعدد من المواطنين الفرنسيين الجزائريين، مثل الكاتب بوعلام سنصال، الذي اعتُقل في الجزائر في وقت سابق، كما اعتبرت مارشال أن هذا الاعتقال يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق المدنية.

    لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فمارشال شددت على أن الجزائر تمارس سياسات تدميرية تجاه فرنسا عبر قطع أي روابط معها في المجالات الزراعية والاقتصادية، وهو ما يعكس “نظامًا سلطويًا يرفض كل تعاون مع فرنسا”.

    وزادت: “هذا النظام يبصق في وجهنا صباحًا وظهرًا ومساءً”، في إشارة إلى التصرفات التي تراها استفزازية وغير مسؤولة من قبل الحكومة الجزائرية إزاء فرنسا.

    ولم تقتصر انتقادات مارشال على الجزائر فقط، بل توجه انتقادات حادة أيضًا إلى الحكومة الفرنسية التي ترى أنها تُظهر تراجعًا أمام النظام الجزائري.

    وفي هذا السياق، أكدت مارشال أن ما يزعجها في موقف الوزراء الفرنسيين هو “التسلسل في الاعتذار”، موضحة أن الحكومة الفرنسية تتبع سياسة لينة وخاضعة تجاه الجزائر مضيفة: “بدلاً من اتباع الطريقة اللينة والخاضعة، كان من الأفضل أن نتبنى سياسة أكثر صرامة، مثل الضغط في قضية التأشيرات، التي تمثل أداة حقيقية للضغط على الجزائر”.

    وأشارت مارشال، إلى أن الوزراء الفرنسيين في الوقت الراهن يستمرون في سياسة “الاستمرار في التوبة بشأن القضايا المتعلقة بالذاكرة التاريخية”، وهو ما تعتبره غير مقبول، مؤكدة أن هذه “التوبة” قد أدت إلى تراجع فرنسا عن مصالحها الوطنية في سبيل مصالح الجزائر، وهو أمر “غير مقبول” من قبل قطاعات واسعة من الشعب الفرنسي.

    وفي ذروة الأزمة، كان وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايلو قد أعلن عن “رد فعل تدريجي” ضد الجزائر في وقت سابق، وهو ما لم يُترجم إلى خطوات حقيقية على أرض الواقع، لكن مارشال لا تزال ترى في هذه الاستراتيجية خيارًا ممكناً.

    وفي ذات السياق قالت المتحدثة: “يجب أن نعتمد سياسة أكثر قوة مع الجزائر بدلاً من اتباع أسلوب التهدئة المستمر”، كما وصفت هذه السياسة بأنها “النهج الصحيح”، داعية إلى اتخاذ موقف صارم في مسألة التأشيرات والضغط على الجزائر بشكل حاسم في قضايا أخرى.

    والأزمة بين الجزائر وفرنسا تفاقمت بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه في الصيف الماضي، وهو ما أثار غضب الجزائر التي تدعم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، ومنذ ذلك الحين، تزايدت التوترات بين البلدين بسبب عدة قضايا، أبرزها رفض الجزائر استعادة مهاجريها غير الشرعيين، والاعتقالات السياسية، بالإضافة إلى التصريحات المعادية لفرنسا من قبل بعض الشخصيات الجزائرية.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.