من يزرع الريح يحصد العاصفة
المتابعون لملف زيارة مانويل فالس للجزائر تلقفوا أول رسائل فشل زيارة بعد رفض منح التأشيرة لصحفيين فرنسيين من قبل السفارة الجزائرية بباريس،تله تأجيل التوقيع على أهم مشروع اتفاقية شراكة بين الجزائر وفرنسا، المتمثل في بيجو ستروين،مما أفرغ الزيارة برمتها من محتواها على الأقل فيما يتعلق بما قد يجنيه الطرف الجزائري من ورائها من فائدة.
الرسالة القوية الذي أزعجت حكام المرادية في الحقيقة وجعلت الزيارة مجرد سياحة هو أرقام مشروع رونو الجديد بالمغرب و الذي تزامن مع موعد زيارة الذي رصد له استثمارات بقيمة 10 ملايير درهم، برقم معاملات إضافي قيمته 20 مليار درهم في السنة، بما يضاعف ثلاث مرات مبلغ مقتنيات مصنع رونو من القطع المصنعة على التراب المغربي.
مما سيمكن من مضاعفة مناصب الشغل المحدثة من طرف رونو بثلاث مرات، وذلك من خلال إحداث 50 ألف منصب جديد دائم، هذا أعاد للجزائرين سيناريو التنازلات ومابدلوه للحصول على إستثمار شركة ”رونو” الفرنسية بوهران التي ما قبلت تفتح مصنعها بالجزائر إلا بعد ابتزاز وإستعطاف الطرف الجزائري وراءها حفظا لماء الوجه، مقابل كل الامتيازات التي منحت للمستثمرين الفرنسيين في الجزائر.
الصحافة الجزائرية إعتبرت أرقام رونو بالمغرب فلكية ومهولة، مقارنة بالفتات الذي خصصته للجزائر،وأن الاتفاقيات جديدة دليل آخر على أن فرنسا لم تتغير تجاه بلادهم ،وأن نصيب الجزائر من هذه الزيارة فقط الضجيج الذي سبقها، وبعدها سيعود الوزير الأول الفرنسي حتى وإن لم ترافقه صحافة بلده، غانما، ويعود المسؤولون الجزائريون إلى مكاتبهم متنفسي الصعداء بعد أن تنتهي حملة التسريبات أوراق بنما وما زرعته من خوف ، وحصد الوزراء الثمانية الذين رافقوا فالس، استثمارات ومكاسب.
ستكتفي الجزائر بالتصريحات الرنانة التي تتكرر مع كل زيارة لمسؤل فرنسي بأن العلاقة بين بلدينا أقوى من أحداث التاريخ، وأن مآسي الثورة من اختصاص المؤرخين، وأن سلطات بلدينا تنظر باتجاه المستقبل، ويحصد أشقاؤنا في المغرب سنابل مودة حقيقية!
تعاليق و حقائق تجعل الجزائر المغرب دائما حاضر في صلب تحركاتها وأهدافها وعلى عكس ما كان منتظرا، لم تحقق زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر عن أي نتائج ، باستثناء بعض الاتفاقيات الهزيلة، رغم الانتظارات والزخم الإعلامي الذي واكب الحدث، من الجانب الجزائري .
الجزائر التي كانت تعول على الجدوى السياسية والاقتصادية لهذه الزيارة، صدمت بخبر تأجيل توقيع اتفاقية بناء مصنع “بيجو سيتروين”، و مشروع شراكة بين شركتي طوطال وسوناطراك في مجال المحروقات والطاقة، دون أن يتم تحديد موعد محدد لإطلاق هذه المشاريع.
كما أن فالس كان واضحا في شق السياسي بإلتزم فرنسا بموقف واضح في دعم مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب أكد رئيس الوزراء الفرنسي من قلب الجزائر أن موقف بلاده من قضية الصحراء، داعم لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، “لم يتغير” وتعتبر هذه التصريحات رسالة واضحة وحاسمة من فرنسا إلى الجزائر التي تحاول حشد دعم دولي حول الأطروحة الانفصالية.