24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
ماذا بعد وفاة محمد عبد العزيز ؟
تمر جبهة البوليساريو بعد وفاة محمد عبد العزيز أمينها العام ورئيس “الجمهورية الوهمية” بمنعطفات ليست سهلة حيث حكم الحركة لمدة 42 سنة، كان الشخصية المحورية الأكثر نفوذا بإيعاز وتحكم من المخابرات الجزائرية (ديارس).
إذ يتوقع حدوث انشقاقات في صفوف الحركة، خاصة أن خلافات برزت بين قادة الحركة في مناسبات عدة وبروز حركات شبابية مناوئة للحرس القديم توصلت إلى حقيقة أنهم مجرد تجار ثورة ودمى في يد نظام الجزائري مما سيكسر حاجز الخوف.
و حسب المادة 49 من القانون الأساسي للجبهة، يتولى رئيس المجلس الوطني خطري ولد أدوه (برلمان الجبهة) منصب الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية، إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة “الرئيس” “.
كل مؤشرات تدل أن عثمان طرطاق رئيس جهاز المخابرات والرجل قوي في نظام الجزائري سعيد بوتفليقة أنهي إعداد خليفة عبد العزيز بعد معرفة حالته صحية وتم الإستقرار على إسم الذي يرونه جدير بترأس حركة إإنفصالية ويخدم أجندة جزائرية ويحكم سيطرته على مخيمات.
وتميزت حركة على مر تاريخها بظهور خلافات كبيرة في صفوف قادتها، وصلت إلى درجة تصفية جسدية يعزى ذلك إلى الدور الجزائري في إذكاء خلافات وصراع حول سلطة و الأموال والإعانات دولية لكن شيء الذي الموحد لعناصرها هو معارضة التيارات الفكرية التجديدية، وتؤمن بسيطرة على الحركة واعتبار مخالفة تعليمات القيادة خيانة.
ويبدو أن الجزائر تعمل على إنتقال سلس لسلطة بسهولة دون تغيرات بل دعم شخصية التي سوف تراها أكثر وفاأ للمشروع الجزائري وتحضى بثقة المخابرات كل هذه الروتشات لن تزيد الأمر إلى تعقيدا وسيطرة للنظام الجزائري وزيادة في معاناة المحتجزين كما سيتم إبعاد بعد شخيصات لتسويق مشهد جديد يراد منه تلميع صورة جبهة
لكن الأكيد أن المخيمات ستعرف عدم إستقرار لأسباب مختلفة وتنامي حركات إحتجاجية مع إعدام معارضين تظاهروا للمطالبة بتحسين وضعيتهم المعيشية قمع الأصوات المعارضة للأطروحة الانفصالية والمطالبة بالتغيير والتجديد.
كما ستواصل القيادة الجديدة إحكام الطوق الأمني المضروب على المخيمات وقمع الحرية ما يميز جبهة البوليزاريو هو تكتم على صراع أجنحتها حول السلطة بفعل قبضة حديدية للجزائرومحاصرة المخيمات
ويترتب عن وفاة عبد العزيز طموح مجموعة من قادة لسيطرة على حركة تجسده حرب زعامات قد تعربك وحدة الجبهة وتؤدي إلى نزاعات . ولكن اساس لعبة وهندسة جزائرية لمرحلة ما بعد محمدعبدالعزيز، تسير في مواصلة نفس السياسة التي كانت تنتهجها الجبهة منذ السبعينات، و ستقوض موقف الجناح الذي يدعو إلى التغيير .
ويبقى محمد لامين ولد البوهالي وزير الدفاع هو المرشح الأمثل للنظام الجزائري لخلافة محمد عبدالعزيز، وذلك للأسباب متعددة أبرزها حمله للجنسية الجزائرية وخدمته في سلك الجيش الوطني الشعبي، وهو ما يرجح الولاء الكامل للسلطات الجزائرية ويبعد فرضية إحتمال الإنقلاب أو مراجعة الخيار الانفصاليورغم ذلك من ممكن أن يشكل إبراهيم غالي سفير معتمد لدى الجزائر ،بديل طوارئ إذ حصلت خلافات ظرفية بسبب ما يشكله من شبكة علاقات مع النظام الجزائري.