24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
أموال جزائرية تروم “شراء مواقف” الرئاسة التونسية ضد الوحدة الترابية للمملكة
يتقوّى التقارب التونسي الجزائري أكثر بإعلان الرّئاسة التونسية عن المصادقة على اتفاقيتي قرض وهبة أمضتهما مع السلطات الجزائرية، دون تحديد قيمتهما المالية.
وقالت الرئاسة التونسية إنه “تمت المصادقة على البروتوكول المالي المبرم بالجزائر بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ويتعلق بمنح قرض لفائدة الجمهورية التونسية”.
وفي الأيام الأخيرة كُثفت الاتصالات بين السلطات التونسية والجزائرية على مستويات عليا؛ ففي الشّهر الماضي قام وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بزيارة سريعة إلى تونس، حاملا رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى نظيره التونسي قيس سعيد، وبعد يومين، توجهت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن إلى الجزائر للقاء الرئيس عبد المجيد تبون، في زيارة لم تدم أكثر من يوم واحد.
وتعاني تونس من أزمة اقتصادية ومالية تفاقمت حدتها جراء تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، إضافة إلى عدم استقرار سياسي تعيشه البلاد منذ بدأ الرئيس قيس سعيّد فرض إجراأت استثنائية في 25 يوليوز 2021.
وقال الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد إن “مواصلة تونس عداءها للمغرب ظرفي ورهين بقيادتها الحالية والدعم المالي الذي تقدمه لها جارتها الغربية الجزائر، التي تستغل أي فرصة لشراء المواقف السياسية ولو على حساب القضايا العادلة والمبادئ والقيم الأخلاقية”.
وشدد معتض دعلى أن “الضمير التونسي والشعب التونسي يكنان احتراما تاريخيا وسياسيا للشعب والدولة المغربيين، لكن ضعف القيادة الحالية وعدم فهمها خبايا التاريخ وثنايا الجغرافيا جعلاها تستسلم وبكل سهولة لإغراأت حكام الجزائر والارتماء في أحضانهم السياسية”، وفق تعبيره.
واعتبر المتحدث ذاته أن “الجزائر تسعى إلى جعل تونس حجر زاويتها الجديدة في محور سياستها الخارجية على المستوى الإقليمي، لكن ما لم ينتبه إليه حكامها هو أن رهانها على فئة من القيادة الحالية لتونس من أجل تمرير مخططها التخريبي لشمال إفريقيا لن يعرف طريقه للنجاح”.
ووضح معتضد فكرته بالقول: “إن القيادات ظرفية، وضمير تونس التاريخي وفكرها السياسي ينتصران دائمًا للقضايا العادلة، ويريان في المغرب الشريك والرفيق الإستراتيجي عبر الزمن”، واستطرد: “القيادة الجزائرية تحاول دائما الاصطياد في الماء العكر ولو كلفها ذلك دفع ثمن مستقبل شعبها وتخريب المنطقة بأكملها؛ فهي تسعى إلى شراء المواقف السياسية، خاصة من الدول التي تمر بأزمات تنظيمية وسياسية أو تجتاز ظرفية اقتصادية صعبة، وذلك بُغية تحقيق انتصارات وهمية وتمويه رأيها العام الداخلي من خلال مقاربة التنويم السياسي”.