24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
لماذا تُصنف الجزائر كنظام سلطوي؟.. 95% التي حصل عليها تبون هي النسبة الأكبر في جميع الانتخابات الرئاسية لسنة 2024 مُتفوقا على بوتين
وضع مؤشر الديمقراطية العالمي، في أحدث نسخة منه، والتي صدرت في فبراير 2024 عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة “الإيكونوميست” البريطانية، الجزائر من الدول ذات النظام “السلطوي”، وهو أمر أعطت نتائج الانتخابات الرئاسية دليلا جديدا بشأنه، لكونها الوحيدة خلال العام الجاري التي أعطت الفوز للرئيس المنتخب بنسبة قاربت 95 في المائة.
وصنًّف التقرير الجزائر في الرتبة 110 عالميا على مؤشر الديمقراطية المُنبني على نتائج سنة 2023، بمعدل 3,66 نقطة، ما وضعها في خانة “الأنظمة السلطوية”، مثلها مثل ليبيا، أما باقي جيرانها فتفوقوا عليها، حيث حلت تونس في الرتبة 85 عالميا، مع تراجعها بـ10 مراتب لتستقر في الرتبة 85، والمغرب الذي تقدم برتبتين حلفي المركز الـ93، ثم موريتانيا في الرتبة 108، وكلها اعتُبرت أنها بلدان ذات أنظمة سياسية “هجينة”.
وبإعلان فوز عبد المجيد تبون، الذي يُناهز عمره 79 عاما، بولاية ثانية على رأس الجمهورية، مدتها 5 سنوات، خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم السبت الماضي، بنسبة 94,65 في المائة لتبون، أمام منافسيه عبد العالي حساني شريف، مرشح حركة مجتمع السلم، ويوسف أوشيش، مرشح جبهة القوى الاشتراكية، تكون الجزائر قد أعادت للأذهان ممارسات الأنظمة السلطوية في بعض دول العالم.
ويمثل هذا الرقم النسبة الأكبر على الإطلاق في جميع الانتخابات الرئاسية التي جرت سن 2024، ولم يتمكن فيها أي رئيس حتى من الاقتراب من حاجز لـ90 في المائة، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أُعيد انتخابه أمام منافسه نيكولاي كاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي الروسي، بنسبة 87,28 في المائة.
وفي فبراير الماضي، جرت الانتخابات الرئاسية في جمهورية السالفادور، ورغم الشعبية الكاسحة للرئيس الشاب ذي الأصول الفلسطينية، نجيب بوكيلي البالغ من العمر 42 عاما، والذي أصبح أول رئيس يُعاد انتخابه على رئيسا للبلاد منذ ما يقارب قرنا من الزمن، إلا أنه لم يحصل سوى على 85 في المائة من أصوات الناخبين.
في فبراير أيضا، فاز المرشح الحافظ، ألكسندر ستاب، رئيس الوزراء السابق، بالانتخابات الرئاسية في فنلندا، في عز الأزمة السياسية والحدودية مع جارتها روسيا، إثر انضمام البلد الاسكندنافي إلى حلف “الناتو”، غير أن النسبة لم تتجاوز 51,7 في المائة، مع إقرار من منافسه، وزير الخارجية السابق بيكا هافيستو، بهزيمته.
أما في السنغال التي لا تبعد كثيرا عن الجزائر، وبعد احتجاجات رافضة لقرار الرئيس السابق، ماكي سال، تعديل الدستور أو تأجيل الانتخابات الرئاسية، فاز المعارض الشاب، باسيرو ديوماي فاي، البالغ من العمر 44 عاما، بالاستحقاقات من الدور الأول، بعد أيام من خروجه من السجن، وذلك بنسبة 54,28 في المائة أمام مرشح الائتلاف الحاكم أمادو با.
أما في شهر ماي الماضي، فحافظ رئيس جمهورية الدومنيكان، اللبناني الأصل، لويس أبي نادل، على منصبه رئيسا للجمهورية، بعد فوزه في الانتخابات بنسبة 57,44 في المائة، تلتها في شهر يوليوز الماضي الانتخابات الرئاسية في المكسيك، والتي فازت بها مرشحة حزب “مورينا” والتحالف اليساري الحاكم، كلاوديا شينباوم بنسبة 57,8 في المائة.