24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الجزائر تفشل في انتزاع “موقف قوي” من السيراليون لفائدة أطروحة انفصال البوليساريو بشأن الصحراء المغربية
لم ينجح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في دفع رئيس دولة السيراليون، جوليوس مادا بيو، لإعلان موقف يتماشى مع موقفها الداعم لأطروحة الانفصال التي تبناها جبهة البوليساريو بشأن قضية الصحراء المغربية، بعد الزيارة التي قام الرئيس السيراليوني إلى الجزائر دامت 3 أيام، قبل أن يغادر أمس الخميس.
وبالرغم من الجزائر وإعلامها الرسمي حاول إعطاء الانطباع بأن السيراليون تتخذ موقفا يتماثل مع موقفها، إلا أن جوليوس مادا بيو، كان واضحا في كلمته بالجزائر وأكد على أن بلاده تدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وفقا لقرارات مجلس الأمن المعتمدة منذ عام 2007، وهي القرارات التي تؤكد على أهمية مخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره عملية سياسية جادة وذات مصداقية لحل النزاع.
وقالت الجزائر في بلاغها “المشترك” بأن رئيسي الدولتين أكدا بخصوص قضية الصحراء على “ضرورة استئناف أطراف النزاع للمفاوضات تحت إشراف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، من أجل التوصّل إلى حل سياسي عادل و دائم، يُفضِي إلى تقرير شعب الصحراء الغربية لمصيره، وفقا للوائح ذات الصلة لمجلس الأمن والأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة و الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي”.
وكانت الجزائر تأمل أن تذهب أبعد من ذلك، إلا أن رئيس السيراليون كان واضحا في موقف بلده، خاصة أن السيراليون من الدول التي تدعم الوحدة الترابية للمغرب، وتساند مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، باعتباره حلا واقعيا ويحظى بالمصداقية لهذا الصراع الذي عمر طويلا.
ويرى متتبعون للشؤون الإفريقية، أن استقبال الجزائر لرئيس السيراليون، بدعوى التنسيق الثنائي في مجلس الأمن باعتبارهما الدولتان الإفريقيتان اللتان تملكان منصب عضوا غير دائم في مجلس الأمن، لم يكن هدفه التنسيق فقط، بل يتضمن أيضا مساعي دبلوماسية جزائرية لجر السيراليون إلى صفها في عدد من القضايا، من أبرز قضية الصحراء التي تحاول استقطاب مدعمين لنزعة الانفصال بعد انفضاض الكثير من البلدان من حول جبهة البوليساريو.
وكانت الجزائر قد قالت في الشهور الماضية عبر مجلة “الجيش” التي تتحدث باسم النظام، بأنها ستستغل منصبها في مجلس الأمن، من أجل الدفاع “عن القضايا العادلة”، بما فيها قضية الصحراء، حيث ستعمل على “تسوية” هذه القضية “بما يضمن تقرير مصير الصحراويين بأنفسهم”، واصفة الصحراء بأنها “آخر مستعمرة في إفريقيا”.
ووفق نفس المصدر، فإن الجزائر “ستكون محط أنظار العالم عموما والدول العربية والإفريقية خصوصا، وأمام فرصة تاريخية من أجل حشد الدعم لنصرة القضايا العادلة”، حيث تحدثت بالخصوص على القضية الفلسطينية، إضافة إلى “القضية الصحراوية”.
ويتوقع كثير من المتتبعين لملف الصحراء، أن الجزائر ستهدف من خلال انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لاستغلال هذا الموقع من أجل دعم أطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة “البوليساريو” ضد المملكة المغربية، بناء على ما تؤكده المجلة التابعة للجيش الجزائري.
وبالرغم من أن الجزائر تُجدد في كل مرة أن لا علاقة لها بقضية الصحراء، وليست جزءا من هذه الأزمة، إلا أن تحركاتها على المستوى الدولي تشير إلى أنها جزء هام في هذه القضية، وهي الطرف المقابل للنزاع مع المغرب، وليست الجبهة الانفصالية التي فقدت في السنوات الأخيرة دعم العديد من البلدان في العالم.