24 ساعة
النيابة العامة: ما يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي والفضاءات المفتوحة لا يخضع لقانون الصحافة والنشر
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
إجماع دولي على قرب انهيار الجزائر.. وبوتفليقة يعتبرها مؤامرة دولية!
دق الرئيس الجزائري جرس الإنذار في “رسالة موجهة للأمة” بمناسبة اليوم الوطني للشهداء، الذي يصادف 18 فبراير بالجزائر معتبرا أن هناك”مؤامرة”،دولية تحاك ضد بلاده قادمة من “وراء البحار” بعد تحذير المعهد الأمريكي أونتروبريز من أن الجزائر على حافة الانهيار.
لقد وصل ضعف النظام الجزائري إلى درجة عجز فيه عن تفكير بطريقة منطقية تأخذ بالحقائق على أرض الواقع بالنسبة له كل مايجري من إحتجاجات و إضربات وفضائح وإنهيار إقتصادي وفساد مجرد أيادي خارجية ومؤامرة على الجزائر.
التركيز على نظرية المؤامرة هو خط الدفاع الأخير للضعيف الذي تقبل عجزه وأقر بعدم قدرته على تغيير وضعه الراهن والإيمان بنظرية المؤامرة اعتراف ذاتي بالهزيمة الكاملة وهذا أخطر نوع الهزائم فهو لم يفعل أي شيء تجاه تحسين واقعه.
ويحاول هذا النظام الغارق في أزماته إعطاء تفسيرا يتخذ منه غطاأ لهذه النكسات أمام الشعب الجزائري، فيظن أنه سيصدقه ويستجلب العذر منه والشفقة على حاله المزري.
سؤال المطروح هو من يتحمل مسؤولية الانهيار؟. ومن يشكل الخطر على مستقبل الجزائر أكبر من النظام السياسي الحالي، الذي بات جليا أن نهايته باتت وشيكة، ومن أقحم الشعب الجزائري في سياسة ربط حزام لا مسؤولية له فيها؟، في وقت لم ينله فيها من سنوات البحبوحة أي شيء.
إن النظام الجزائري يمارس هواية اجترار الفشل ويحكم مرة بالشرعية الثورية، ثم الاشتراكية، وانتقل إلى اللبرالية، وبعد ذلك باسم عدم التشويش على المصالحة الوطنية ودعوى الاستقرار، ثم باسم البحبوحة المالية، واليوم يدعو للتريث إلى وضع البلاد الذي لا يسمح ولابد من إنجاح سياسة التقشف ثم إخيرا بنظرية المؤامرة فهل يعقل، أن يتحمل الشعب مسؤولية الفشل في وقت يبقى المتسببون الحقيقيون بمنأى عن أي حساب.
إن النظام الجزائري يهتز هلعا أمام التقرير الدوليية ويعرف جيدا أنها حقيقية وترسم واقعا صادقا، وإذا كان من أحد يتحمل مسؤولية ما حدث هو هذا النظام الذي فشل في كل شيء وبدد800 مليار دولار من عائدات المحروقات في تنمية وهمية، وتمويل جبهة البوليزاريو .
لقد أصبح إفلاس الجزائر حديث المؤسسات الدولية،والإجماع يطبع كل تقارير مراكز التفكير ووزارات الخارجية، ومعاهد الدراسات الاستراتيجية.. وفي الواقع، لا يفرض عليك أن تكون عارفا بخبايا العلاقات الجيواستراتيجية لكي تفهم ما يقع في الجزائر من إفلاس شامل .