24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | في الوقت الذي يُهدد العطش حياة الجزائريين بوهران وتيارت.. تبون يُغرق البلاد بأكاذيبه

    في الوقت الذي يُهدد العطش حياة الجزائريين بوهران وتيارت.. تبون يُغرق البلاد بأكاذيبه

    برنامج لتحلية 1.3 مليار متر مكعب من مياه البحر يوميا، سيبدأ تشغيله اعتبارا من هذه السنة، معجزة إنتاج الحبوب في وسط الصحراء، والربط بين السدود الذي لا تستطيع دولة إنجازه سوى الجزائر-مع الولايات المتحدة على كل حال… وبينما يسعى الرئيس الجزائري جاهدا إلى تجاوز كل حدود الهوس بالكذب، فقد تناسى جزئية واحدة وهي الاحتجاجات الشعبية بسبب العطش التي قد تؤدي إلى إسقاط النظام هذا الصيف. بين التبجح الخيالي والفقر الواقعي، يدفع تبون وزراءه إلى التباهي بحصيلة وهمية، في الوقت الذي يستعد فيه لإعلان ترشُّحه رسميا لولاية ثانية.

    بعد الانقطاعات المتكررة، حان وقت شح المياه. والنتيجة احتجاجات واسعة النطاق، لا سيما في تيارت (مدينة يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة)، والتي تهدد بإسقاط «حكم» عبد المجيد تبون، الذي يذكرنا موقفه بشكل غريب بموقف… بوريس يلتسين في نهاية عهده على رأس روسيا. إن الصور الأخيرة لرئيس الجمهورية الجزائرية، خلال اجتماع مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قمة مجموعة السبع، لا تحتاج إلى تعليق. لكن حتى على فراش الموت، لن يتخلى تبون عن ديدنه: سيستبدل دائما الواقع بالعنتريات. والتدبير الكارثي لإشكالية الماء في الجزائر لا يخلو من سيل الأكاذيب التي تغطي حقيقة واحدة: عدم كفاءته.

    التصريحات الرئاسية، كل واحدة منها أكثر خيالية من سابقتها، تجعل الجزائر تبدو وكأنها عملاق فلاحي عالمي مستقبلي حيث تتدفق المياه بغزارة. ولكن الواقع يقول عكس ذلك، إذ تعاني مناطق كثيرة من البلاد من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، وهو أمر صارخ وغير مقبول. إذا كان الجزائريون معتادين على الانقطاعات المتكررة في المياه، فإن الأمر الآن يتعلق بانقطاعات واضحة، لأيام وأسابيع وحتى أشهر كاملة. نحن لا نتحدث عن المناطق الصحراوية التي تشكل 90% من الأراضي الجزائرية، بل عن الشريط الساحلي المتوسطي والمناطق المحيطة به، حيث تتركز الغالبية العظمى من السكان في البلد الجار. الغرب الجزائري حيث توجد مدينة كبيرة مثل وهران والمناطق المحيطة بها (1.7 مليون نسمة)، يعرف هذا الواقع. فقد واجهت المنطقة ستة أيام طويلة بدون قطرة ماء. إن الوضع أفظع في تيارت التي تعيش على وقع تظاهرات واحتجاجات السكان منذ أسابيع بسبب العطش.

    وهذه فقط المناطق التي تواصلت السلطات بشأنها والتي وصل فيها صدى الاحتجاجات إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وقانون الصمت هو القاعدة في الجزائر.

    جفاف… ومعجزة الحبوب
    وجواب على هذا الواقع، اختار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الكذب. سارت على منواله كل «إدارته» التي تفضل، عوض الكفاءة والنجاعة، «النيف»، هذا الكبرياء الجزائري الذي غالبا ما يستعمل في غير محله من قبل قادة الدولة الجارة. وحتى عندما كان من الضروري الاعتراف بالوضع في تيارت، حاولت السلطات الجزائرية إخماد الحريق بالأكاذيب، واعدة بإيجاد الحل «في غضون 48 ساعة»، ومواكبة حقيقية للشاحنات الصهريجية وعدد لا يحصى من الآبار. ولكن لا شيء من ذلك تحقق.

    وبدلا من توقع مثل هذه المأساة، فضل الرئيس الجزائري البقاء متمسكا بحبل الأكاذيب. والحق يقال، فإن تبون رجل يصعب هزمه في هذا المجال. ما الذي يمكن أن يكون أفضل من إطلاق معجزة الحبوب لتهدئة الأجواء؟ وبينما يشتد غضب السكان مع مرور الأيام، أطلق نظام الجزائر، باستخدام الذكاء الاصطناعي، أكذوبة الإنتاج القياسي من الحبوب… في وسط الصحراء. وبالتالي، تم إخبارنا بإنتاج 8.5 مليون طن خلال موسم 2024-2025، مقابل 7.5 مليون طن مزمع إنتاجها في المغرب.

    أحد عشر ضعف إنتاج العالم من المياه المحلاة!
    وهناك ما هو أقوى، ولا تزال ذاكرة الجميع تحتفظ بذلك. فقد أعلن تبون، يوم الثلاثاء 19 شتنبر 2023، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين بنيويورك، دون أن يرف له جفن، أو دون أن يتوقف برهة ليزن كلماته، أن بلاده ستنتج بحلول نهاية عام 2024 ما لا يقل عن 1.3 مليار متر مكعب من مياه الشرب يوميا بفضل تحلية مياه البحر. نعم تحلية 1.3 مليار متر مكعب من المياه يوميا، أي 474.5 مليار متر مكعب سنويا. وباستخدام الآلة الحاسبة، فهذا الإنتاج السنوي يعادل 11 ضعف الإنتاج العالمي الحالي من المياه المحلاة.

    والأدهى من ذلك، أن الرئيس الجزائري أكد أن الجزائر مدعوة إلى احتلال المركز الأول في إفريقيا، والثاني في العالم العربي (بعد المملكة العربية السعودية) من حيث القدرات على إنتاج المياه المحلاة. تصريح أكده توفيق حكار المدير العام السابق لسوناطراك الذي يشرف على هذا البرنامج.

    الطرق السيارة للماء: المنافس الوحيد هو الولايات المتحدة
    ونتذكر أيضا، في يوليو 2023، بين تدشين مشروعين صغيريت في تيبازة، وعند الحديث عن ضرورة الربط بين السدود المحلية من أجل نقل المياه من منطقة إلى أخرى في البلاد، قال تبون إن «أكبر مشروع تحويل المياه لا يوجد إلا في الولايات المتحدة والجزائر.. لا يوجد بلد آخر استطاع إنجازه». وأضاف: «أنبوب تحويل المياه بين عين صالح وتامنراست بطول 750 كلم لم تنجزه أي دولة سوى الجزائر». وبعد التحقق من المعطيات بشأنه، فإن هذا المشروع يضمن تدفقا متواضعا قدره 30.000 متر مكعب من المياه في اليوم. المشكل لا يكمن فقط في عدم انتظامه، ولكن المياه المعنية ذات نوعية رديئة، حيث يتم نقلها باستخدام خراطيم مطاطية وليس من خلال قنوات المياه كما هو الحال في العديد من البلدان حول العالم. وعلاوة على ذلك، تشبث تبون بهذه التقنية، لأنه، على حد تعبيره، «طالما لدينا الإمكانيات، فإننا نصنع الأنابيب بأنفسنا ولدينا شركات جزائرية قادرة على القيام بذلك لربط السدود».

    لكنه ينسى أنه لا جدوى من ربط السدود التي لا يتجاوز متوسط نسبة امتلائها 28% والتي ثلث بنياتها الـ84 غير صالحة للتشغيل بسبب انعدام الصيانة، كما أوضح الصحفي الجزائري المنفي عبدو السمار في مقطع فيديو مخصص لهذا الموضوع. إذا وصلت تيارت اليوم إلى ما وصلت إليه، فذلك على وجه التحديد بسبب إغلاق السد الوحيد الذي كانت المدينة تشرب من مياهه.

    إطعام إفريقيا؟ سهل جدا
    هناك شيء آخر: أمام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء 30 مارس 2022 بالجزائر العاصمة، أكد تبون أن الجزائر ستغذي… القارة الإفريقية بأكملها. إن الجزائريين الذين يستيقظون عند الفجر ليقفوا في طوابير لا نهاية لها لهدف بسيط وهو شراء كيس من الحليب أو كيس من السميد، سوف يقدرون ذلك بكل تأكيد. لكن لا يهم. وادعى قائلا: «مع وجود دولة كبيرة جدا، يمكننا مساعدة إفريقيا في ما يتعلق بإمدادات الحبوب. نحن نستطيع فعلها. من الممكن تقنيا الوصول إلى إنتاج 30 مليون طن. نحتاج 9 ملايين طن ويمكننا تصدير 21 مليون طن للمغرب وتونس ومصر دون أي مشكلة». هذا فيما تحتل الجزائر أحد المراكز الأولى… بين مستوردي الحبوب في العالم.

    تبون لا يهتم لذلك! فهو يريد، بأي ثمن، أن يقدم حصيلة جيدة قبل إضفاء الطابع الرسمي على ترشيحه لولاية ثانية، ويدفع الوزراء وموظفي الدولة إلى المزايدة والتباهي. ولكن من سيقول أكثر؟ العناوين الرئيسية للوكالة الرسمية في الأيام الأخيرة تساهم هي الأخرى في خلق هذا العالم الموازي: «الإنتاج الوفير من القمح الصلب سمح بتوفير 1.2 مليار دولار لفائدة خزينة الدولة».

    وحتى داخل مجالس الأعمال والدبلوماسية الاقتصادية، تتواصل أكاذيب المسؤولين الجزائريين، إذ أن وزير التجارة والترقية الصادرات، الطيب زيتوني، اعتبر أن «البلاد تشهد طفرة اقتصادية غير مسبوقة». مع تبون حجم الأنف الجزائري جحب أنف بينوكيو


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.