24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | قضية عبد العالي مشيور.. دفاع العائلة يراسل المقرر الخاص للأمم المتحدة للقيام بتحقيق ضد الجزائر

    قضية عبد العالي مشيور.. دفاع العائلة يراسل المقرر الخاص للأمم المتحدة للقيام بتحقيق ضد الجزائر

    جثة عبد العالي مشيور، أحد المصطافين المغربيين اللذين قتلا بدم بارد من قبل البحرية الجزائرية، مازالت محتجزة من قبل النظام العسكري الجزائري. أمام حجم المأساة التي أصاب عائلته، وأمام تعنّت السلطات الجزائرية، راسل دفاع عائلة مشيور المقرر الأممي الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا من أجل فتح تحقيق في القضية. «لا يمكن، في 2023، احتجاز جثث سياح أبرياء قتلوا بأسلحة ثقيلة على يد جنود متمرسين»، يقول حكيم شرقي، محامي العائلة.

    يوم 29 غشت 2023، تاريخ سيبقى راسخا في ذاكرة عائلة مشيور. في ذلك اليوم، تاه عبد العالي مشيور في البحر، برفقة أصدقائه الثلاثة بلال قيسي ومحمد قيسي وإسماعيل سنابي، الذين كانوا على متن دراجة نارية بالقرب من المجال البحري الجزائري المتاخمة للسعيدية. وانتهت رحلتهم بإطلاق نيران كثيفة من طرف البحرية الجزائرية. بلال قيسي وعبد العالي مشيور قتلا تحت الرصاص، واعتقل خفر السواحل الجزائري إسماعيل سنابي، بينما تمكن محمد قيسي من الفرار بأعجوبة، قبل أن يتم إنقاذه من قبل قارب تابع للبحرية الملكية المغربية.

    وإذا عثرت البحرية الملكية المغربية على جثة المرحوم بلال قيسي، فقد انتشلت السلطات الجزائرية جثة عبد العالي مشيور ووضعتها في مستودع الأموات بتلمسان. وهي محتجزة هناك منذ ذلك الحين، وهو ما يحول دون تمكن أسرته وأحبائه، الذين يواصلون النضال من أجل استعادة الجثة بمساعدة محاميهم، من إقامة جنازة له.

    وخلال ندوة صحفية نظمتها عائلتا مشيور وقيسي يوم الثلاثاء 26 شتنبر بالدار البيضاء، كشف المحامي حكيم شرقي، أحد المحامين الموكلين من قبل عائلة مشيور، عن معاناة مزدوجة للعائلة: من جهة، هناك الحزن على فقدان أحد أبنائها، ومن جهة أخرى، ظلم الانتظار الطويل للحصول على حق دفن عبد العالي مشيور.

    وأشار إلى أن «القضية لها وجهان: فمن ناحية، هناك ملف بلال، الذين دفن، والذي تم تقديم شكوى بشأنه في باريس بتهمة الاغتيال ومحاولة الاغتيال واختطاف قارب وعدم مساعدة شخص في خطر. ونحن ننتظر ردود الفعل لمعرفة الاتجاه الذي ستتخذه هذه التحقيقات».

    وأضاف: «لقد بدأ البحث عن الحقيقة، ولكن يبدو أن بعض الاستنتاجات بدأت تظهر بالفعل، ولا سيما من خلال البيان الصحفي المقلق الصادر عن وزارة الدفاع الجزائرية. إنه اعتراف بالجريمة. أما بخصوص عائلة مشيور وإعادة جثمان عبد العالي الذي لا يزال محتجزا لدى السلطات العسكرية، فقد بدأت الإجراءات في 8 شتنبر واستمرت حتى 15 من الشهر نفسه. قامت القنصلية المغربية بكل ما طلبته السلطات الجزائرية».

    ومع ذلك، فإن الإحباط واضح. يؤكد المحامي قائلا: «في الوقت الحالي، ننتظر منذ أكثر من أسبوع ردا من السلطات العسكرية الجزائرية. نحن في وضع أشبه بالانسداد، لكن هذا لا يعني أن السلطات الجزائرية ترفض إعادة الجثة. ما زال الوقت مبكرا لقول ذلك. لا يمكننا أن نكون حاسمين بشأن ذلك. من جهة أخرى، نلاحظ غيابا تاما للإرادة السياسية لحل هذا الأمر بأفضل الطرق الممكنة».

    مراسلة المقرر الخاص للأمم المتحدة

    وشدد شرقي على السبل القانونية والجهود الدولية لحل هذه القضية، وأعلن أن الدفاع اتصل بالمقرر الأممي الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا من أجل فتح تحقيق. وشدد قائلا: «يتعين تكثيف معركتنا على الساحة الدولية. ومن غير المقبول أن نبقى غير مباليين، في عام 2023، في مواجهة القتل الوحشي لمصطافين أبرياء برصاص جيش متمرس. سنلجأ إلى كل سبل القانون الدولي الممكنة لتحقيق العدالة».

    وحضر أيضا هذا المؤتمر الصحفي مصطفى مشيور، والد الفقيد، الذي عبّر عن الحزن الذي يعتصر قلبه. وكشفت شهادته المؤثرة عن الألم الشديد الذي تفاقم بسبب رفض السلطات الجزائرية إعادة جثة ابنه.

    وقال: «الألم يعتصر قلبي منذ ذلك اليوم المشؤوم. أناشد السلطات المعنية لإظهار الإنسانية والتعاطف تجاه عائلتنا. ابني يستحق أن يعامل باحترام، حتى في مماته»، معبرا عن أمله في أن «يستيقظ من كابوس لا ينتهي». مروة مشيور، شقيقة عبد العالي، عجزت عن الكلام، دموعها هي التي تتحدث مكانها وعبرت عن آلام فقدان أخيها.

    من جانبها، دعت نورية يتيم، إحدى أقارب الضحية، إلى الرحمة. تحدثت عن المعاناة التي تفاقمت بسبب استحالة تخصيص جنازة تليق بعبد العالي. وصرحت قائلة: «آمل أن تسهل السلطات الجزائرية إجراءات إعادة جثمان عبد العالي إلى وطنه. هذا الوضع يسبب ألما إضافيا لعائلته، لأنهم غير قادرين على دفنه وتكريمه».

    وبعيدا عن الحدود والنزاعات والتوترات السياسية، لا تطلب عائلة عبد العالي مشيور إلا شيئا واحدا: أن تكون قادرة على توديع الفقيد الوداع الأخير ودفنه بكرامة.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.