24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
هذه دواعي الغضبة الملكية من الوزراء
جاءت لهجة بلاغ القصر الملكي يوم أمس قوية وبصرامة غير مسبوقة، فالبلاغ وصل حتى منع الوزراء من عطلتهم السنوية.. في هذا التحليل نتعرف على خفايا الغضبة الملكية من الوزراء والأحزاب السياسية، إزاء ما يجري في الحسيمة وبعض المشاريع المعلقة.
لم يمر أول مجلس وزاري في عهد حكومة العثماني هادئا، فمن استمع إلى الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، وهو يتلو بيان الاجتماع، سيحس أن كلمات البلاغ جاءت قوية وتحمل عبارات الاستياء والغضب من أعضاء الحكومة، لا سيما حينما وضع موضوع الحسيمة على رأس انشغالات الملك.
ومما جاء في البلاغ “في بداية أشغال هذا المجلس، عبر الملك للحكومة وللوزراء المعنيين ببرنامج الحسيمة منارة المتوسط بصفة خاصة، عن استيائه وانزعاجه وقلقه، بخصوص عدم تنفيذ المشاريع التي يتضمنها هذا البرنامج التنموي الكبير، الذي تم توقيعه تحت الرئاسة الفعلية للملك، بتطوان في أكتوبر 2015، في الآجال المحددة لها.”
الأمر يشبه حقا توبيخا في حق الوزراء، الذين بات يتعين عليهم تحمل مسؤولياتهم كاملة، فحتى قبل أحداث الحسيمة، وحادثة محسن فكري، وضع برنامج لتنمية المدينة وقع سنة 2015 أمام مرأى من الملك، لكن المشروع لم ير النور. إذ يبدو أن بعض الوزراء يعرضون مشاريع على الملك بحضور أضواء الإعلام الرسمي
دون أن تتم مواكبة هذه المشاريع، بسبب “نقص في الجدية اللازمة”، ولا أدل على ذلك سوى ماء جاء في هذه العبارة من البلاغ ” ذكر جلالة الملك، مرة أخرى، بتعليماته السامية، التي سبق أن أعطاها للمسؤولين وللحكومات السابقة، بأن لا يتم تقديم أمام جلالة الملك، إلا المشاريع والاتفاقيات التي تستوفي جميع شروط الإنجاز، سواء في ما يتعلق بتصفية وضعية العقار، أو توفير التمويل، أو القيام بالدراسات، على أن تعطى الانطلاقة الفعلية للأشغال في أجل معقول.”
فكيف يمكن إذن ألا نتفهم الغضبة الملك من مشاريع أعلنت ولم تر النور؟ من وزراء يقولون ولا يفعلون، وزراء يبتكرون ألف عذر وعذر من أجل تبرير عرقلة المشاريع وتأخرها عن موعدها المحدد، كما لو أن هذه المشاريع لا تسبقها دراسات قبلية جادة؟
لعل الجميع يستحضر كيف ألغى الملك محمد السادس ذات مارس من 2015 إطلاق مشروع من البرنامج الوطني للباعة المتجولين، كان يشرف عليه الوزير مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة، ومحمد حصاد حينما كان وزيرا للداخلية، حينها قال حصاد “دعا الملك وزير الداخلية ووزير التجارة والصناعة، معبرا لهما عن استيائه من المشروع المخصص للباعة المتجولين، حيث اعتبره لا يرقى لمستوى الانتظارات ولا يتماشى مع تعليماته”.
ومن بين أهم المشاريع التي شهدت تأخرا في الإنجاز، هناك الطريق السريع تازة – الحسيمة، الذي كان من المفروض أن يسرع تنمية المدينة الريفية، بعدما وقع الاتفاق سنة 2010، وأعلن موعد أكتوبر 2017 كتاريخ لنهاية الأشغال.. كان هذه هو الإعلان، لكن في الواقع، يجب انتظار سنتين أخريين من أجل رؤية المشروع قائما.
بذلك يكون بلاغ الديوان الملكي يوم أمس، حاملا للهجة صارمة مع المشاريع المتباطئ في إنجازها، حيث نقرأ في البلاغ “أصدر الملك تعليماته، لوزيري الداخلية والمالية، قصد قيام المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية والمفتشية العامة للمالية، بالأبحاث والتحريات اللازمة بشأن عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة وتحديد المسؤوليات، ورفع تقرير بهذا الشأن في أقرب الآجال.”
أكيد، سيكون للأمر ما بعده، بعد أن عبر الملك لأعضاء الحكومة عن غضبه واستيائه، وأنهم فشلوا بالفعل في “امتحان الدخول”، ويبقى لهم “دورة استدراكية” من أجل تحمل مسؤولياتهم وتطبيق البرامج المعلنة من وزاراتهم. فباستثناء الوزارات المعنية بأزمة الحسيمة (الداخلية والخارجية)، فك الوزارات المكلفة بالتنمية البشرية والاجتماعية كانت غائبة بالحسيمة، ومعنية مباشرة بالغضبة الملكية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net
تعليقات الزوّار
تعليق واحد في “هذه دواعي الغضبة الملكية من الوزراء”
أترك تعليق
من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
صوت وصورة

نزار بركة: القطب التكنولوجي يهدف إلى ضمان سيادة المغرب في الابتكار والهندسة

توسعة مصنع “ستيلانتيس” بالقنيطرة .. محطة جديدة تؤكد صدارة المغرب في صناعة السيارات

الاتحاد الأوروبي يفتح لأول مرة إجراء تحكيميا رسميا ضد الجزائر في إطار اتفاق الشراكة

صورة مستشفى فرنسي تظهر في تدشين مشروع بالجزائر وتثير موجةَ سخرية وانتقادات

حزب جاكوب زوما في جنوب إفريقيا يعلن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية

تراجع مخيف لاحتياطي صرف الجزائر

أزمة اقتصادية خانقة تزحف نحو الجزائريين

وزارة التجهيز والماء تطلق قطبا تكنولوجيا لدعم تنفيذ المشاريع الكبرى وتحديث السياسات العمومية

مرحبا 2025.. تدفق آمن وسلس لأبناء الجالية المغربية في ظروف تنظيمية مضبوطة

وزير الشؤون الخارجية الألماني الجديد يشيد بالتعاون الوثيق بين برلين والرباط في مختلف المجالات

ثروة معدنية تضع المغرب على خط السيادة الصناعية

الحكومة الحالية حديثة العهد ولا ذنب لها في التأخيرات الحاصلة، يجب محاسبة حكومة بنكيران، واش الملك ما عارفش هذه الحقيقة ولا كيدوخوا علينا،