24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    بانوراما

    الرئيسية | بانوراما | تفاصيل مثيرة من حياة الراحل المهدي المنجرة

    تفاصيل مثيرة من حياة الراحل المهدي المنجرة

    ان المهدي المنجرة أول من انتبه إلى المسألة الحقوقية في المغرب، راسل الملك الراحل الحسن الثاني مقدما فكرة إنشاء منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، تجاهل الملك طلبه في البداية قبل أن يقتنع بمبررات المنجرة، قال الحسن الثاني في ذلك الزمن لوزرائه «إن المهدي أيقظ ضميري»، فكان ميلاد المنظمة المغربية لحقوق الإنسان كأول هيأة حقوقية بالمغرب.
    غادرت القصر أكثر من مرة لتأخر الحسن الثاني عن موعده معي
    علاقة الحسن الثاني بالمنجرة لم تكن دائما متشنجة، فقد كانا يتبادلان لحظات إنسانية جياشة، فقد حدث مرة أن التقاه في القصر ليستشيره في بعض الأشياء المرتبطة بولي العهد محمد السادس. يقول المنجرة في مذكراته: «قال لي كلمة واحدة لم يسمعها مني أي شخص في حياتي: طلبتك كأب، وحدثني عن أمور تتعلق بابنه، ولا يمكنني أن أذكر لأي شخص تفاصيل عنها، باعتبار ذلك اللقاء كان شخصيا».
    كان الحسن الثاني يعرف مزاج المنجرة جيدا، الذي كثيرا ما غادر القصر لتأخر الحسن الثاني عن موعده معه. «عندما استفسرني قلت له إن لدي مسؤوليتي كأستاذ جامعي. لقد فهمت منه أنه تفهم واحترم تصرفي».
    الحسن الثاني عاش جزأ من حياته في بيت المنجرة الأب بإفران، وهو المنزل الذي كان الأول من نوعه في مدينة الثلوج. ولم يكن قد بني بعد فصر في إفران للعائلة الملكية.
    وجرى مرة أنه عندما التقينا مرة في إفران التفت الحسن الثاني إلى إدريس البصري مشيرا إلى بيتنا وقال له «في هذا البيت تربيت»، وبغض النظر عن الصداقة التي استمرت بيننا لعدة سنين، بقيت بيني وبينه مسافة من الاحترام، ولم يكن هناك خلط ما بين العلاقات الشخصية والعلاقات الرسمية».

    سلمني كريم العمراني شيكا به مليون درهم فرفضته
    يحكي المنجرة في مذكراته: «عندما دخلت المغرب عام 1976 دعاني محمد كريم العمراني لحفل غذاء، وكانت عمارة الفوسفاط آنذاك قد بنيت حديثا، فقلت له دفعتم ملايير في بناء العمارة، فهل فكرتم في تخصيص غلاف لتشجيع الفن والإبداع المغربي؟ بعد نهاية الغذاء في نفس اليوم، وما إن مضت فترة قصيرة حتى حضر مدير ديوانه وسلمني شيكا به مليون درهم، وقال لي: السيد كريم العمراني يطلب منك أن تتصرف في شراء مجموعة من اللوحات من فنانين مغاربة لتعرض بصفة دائمة في بناية مكتب الفوسفاط. فأرجعت له الشيك وشكرته على المبادرة وطلبت منه تأسيس لجنة من سبعة فنانين للإشراف معي على تحقيق هذه المبادرة. وهكذا تكونت أول مجموعة للفنون التشكيلية في مؤسسة عمومية في المغرب، وبعد ذلك تكونت مجموعات مماثلة في عدة أبناك ومؤسسات أخرى».
    بعض الروايات تقول إن العمراني استأذن الحسن الثاني قبل إقدامه على هذه الخطوة، وقد تنبه المنجرة بفطنته إلى أن في الأمر ما يشبه الفخ. لتوريطه في شبهة هو في غنى عنها.

    المنجرة: حين قال الحسن الثاني للغزاوي «قل للمهدي ديالك يمشي يرتاح»
    يروي أستاذ علم المستقبليات في مذكراته، «لما تغيرت الحكومة قدمت استقالتي من إدارة الإذاعة الوطنية التي كنت أرأسها، وخلال هذه الفترة جمع محمد الخامس خمسة أشخاص، منهم أحمد عصمان وعبد اللطيف الفيلالي وعبد ربه وشخصان آخران، وطلب منا تحضير مسودة الدستور، هذا كان في يونيو 1960، وكان مدير الديوان الملكي آنذاك هو محمد عواد، والعادة آنذاك والطقوس تقتضي أن لا تكلم الملك إلا إذا كلمك، وهو لم يسألنا ولم يطلب رأينا، خرجنا من عنده فذهبت إلى الأستاذ عواد وقلت له: «إذا أصدرتم بلاغا ووضعتم فيه اسمي فسأرفض، لأنني لا أقبل أي دستور ممنوح، ويجب أن يكون هناك مجلس تأسيسي».
    جاء الرد من ولي العهد، ذهب إلى الغزاوي مدير الأمن آنذاك وقال له: «قل للمهدي ديالك يذهب لكي يرتاح فقد تعب كثيرا».
    ولي العهد كان هو رئيس الحكومة الفعلي، وقد طلب من المنجرة العودة إلى الإذاعة فرفض، وغادر المغرب للالتحاق باليونسكو.

    المنجرة: «غضب الحسن الثاني مرة عندما قلت إن المغرب بلد إقطاعي»
    غضب الحسن الثاني أكثر من مرة من المهدي المنجرة، يشير عالم المستقبليات: «غضب مرة عندما قلت إن المغرب بلد إقطاعي ليست فيه حرية التعبير، وفيه السجون والتعذيب، ودولة الحق لا وجود لها. وعندما كان حيا كان موقفي مختلفا. إدريس البصري سمع مني نقدا لم يسمعه من أحد، وأمام إدارته كلها». الحسن الثاني كان يستفسر عن كل صغيرة وكبيرة يرتب لها المنجرة. «عندما بادرت إلى تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في آخر الثمانينيات، استدعاني الحسن الثاني وهو في إفران، وكان كل من إدريس البصري وأحمد عصمان يرافقانه، وقال لي: «ما قصة حقوق الإنسان هذه». يقول المنجرة في شهادته.

    مولاي أحمد العلوي على الخط
    المنجرة لم يسلم من تحرشات أقرب المقربين من الملك الراحل أيام كان مديرا للتلفزة المغربية. فقد جرى أن اتصل أحمد العلوي أقرب الشخصيات الحميمة للحسن الثاني هاتفيا، في أحد الأيام نهاية الخمسينيات، بالمهدي المنجرة ـ مدير الإذاعة وقتئذ ـ وأنبه على قِصَرِ مدة مقتطف خطاب الملك محمد الخامس الذي تم بثه على الأثير ضمن النشرة الإخبارية، حيث استغرق 5 دقائق، في حين كانت مدة الخطاب تتجاوز 40 دقيقة، فكان جواب مدير الإذاعة آنئذ: «في الراديو نعتمد الإيجاز والاختزال»، لكن أحمد العلوي لم يقتنع، وأصر على أنه كلما تعلق الأمر بالملك، يجب في نظره الخروج عن العرف المعمول به، وانتهى خلاف الرجلين، بتقديم المهدي المنجرة لاستقالته من إدارة الإذاعة.

    «المهدي يباع ولا يشترى»
    رحل الملك الحسن الثاني في يوليوز عام 1999 تاركا وراءه سيفا للمنع أشهره في وقت مضى ضد خبير الدراسات المستقبلية المهدي المنجرة.. حيث ظل ممنوعا من تنظيم أنشطته، وإلقاء محاضراته في مختلف ربوع المملكة، وهو الذي يشارك في كبريات التظاهرات الدولية الثقافية في العالم.
    مرة قال موزع الجرائد في الرباط الملقب بـ«الروبيو» عندما سئل عن المنجرة وسر ارتفاع مبيعات كتبه قال: «المهدي يباع ولا يشترى».

    أهداني «التحدي» وقال لي لا يمكنك رفض هذه الهدية إنها كتاب وليست وزارة
    محاولات الحسن الثاني لاستقطاب عالم في قامة المنجرة لم تتوقف منذ ممارسته للحكم.
    عودة لمذكرات المنجرة: «حصل عندما دخلت المغرب عام 1976 بعدما كنت مكلفا بمهمة من قبل مدير اليونسكو. استقبلني الحسن الثاني، ونادى على أحمد باحنيني رحمه الله وطلب منه نسخة من كتاب «التحدي» الذي كان قد صدر في ذلك الوقت، وكتب عليه إهداءه (بالفرنسية) «إلى شابنا العزيز رئيس جامعات المغرب»، ومدها لي وقال: «هذه أول نسخة، ولن تستطيع أن ترفضها، لأنها ليست وزارة، هذه معناها أنك ستأتي لتخدم بلادك وأنا سميتك رئيس جامعات المغرب وليس جامعة واحدة».
    أبلغته رفضي مثلما رفضت أكثر من منصب وزاري ودبلوماسي وسياسي. كتبت له (الحسن الثاني) رسالة وأظن أنه تفهم الأمر، ومنذ ذلك الحين بدأ يسمى رؤساء الجامعات.

    الإعلامي محمد بن ددوش: «محمد الخامس عين المنجرة مديرا للإذاعة بسبب عدم انتمائه الحزبي»
    يقول محمد بن ددوش في كتابه «رحلة حياتي مع الميكروفون»: كان تعيين الدكتور المهدي المنجرة مديرا جديدا للإذاعة المغربية إشارة قوية للابتعاد بالإذاعة عن التأثيرات الحزبية المباشرة وإسناد مهمة تسييرها لمدير غير منتم، خاصة في تلك الظروف السياسية الصعبة. وهذا ما ذكره المنجرة نفسه في حديث له لصحيفة «الاتحاد الاشتراكي» بتاريخ 30 نوفمبر 1996 حيث قال: «حين عينني جلالة الملك محمد الخامس قال لي رحمه الله: ناديت عليك للحضور أولا لأنك غير منتم ولأنك تتمتع باستقلالية الفكر وثانيا لأنك تابعت دراستك في إنجلترا. فالمطلوب تحضير القانون الأساسي للإذاعة انطلاقا من نموذج بي بي سي (محطة الإذاعة البريطانية).
    تفاصيل مثيرة من حياة الراحل المهدي المنجرة
    سياسيون وفنانون ومفكرون يشيعون جثمان المهدي المنجرة إلى مثواه الأخير
    بعد 81 سنة من الإبداع والعطاء، توفي يوم الجمعة الماضي، المفكر وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة في بيته بمدينة الرباط، بعد معاناة طويلة مع المرض، مخلفا وراءه إرثا فكريا إنسانيا متميزا جعله واحدا من أشهر علماء المستقبليات في العالم.
    وووري جثمان الراحل الثرى، أول أمس (السبت)، بمقبرة «سيدي مسعود» بحي الرياض في موكب جنائزي مهيب، حضره رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووزراء من حكومته، إضافة إلى عائلة الفقيد وثلة من رجالات الفكر والسياسة والمجتمع المدني والفن.
    وكان الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل، أكد من خلالها أنه «بوفاة المهدي المنجرة فقد المغرب أحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين في الدفاع عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت علي يده»، منوها بما كان يتحلى به الراحل «من خصال إنسانية رفيعة، ومن تشبع مكين بالقيم الكونية للحرية والعدالة والإنصاف، حيث كان نموذجا للمفكر الملتزم والباحث المستقبلي الجاد، الذي سخر كتاباته للدفاع عن حقوق شعوب الدول النامية في اكتساب مفاتيح وأسس تحقيق التنمية الشاملة القائمة على تقاسم العلم والمعرفة، مما أكسبه تقدير كل من واكبوا فكره، ونهلوا من علمه ودراساته سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي».
    وكتب المهدي المنجرة العديد من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا، كما نظر بشكل كبير للمستقبل، ومن أهم كتاباته، «نظام الأمم المتحدة» (1973)، «الحرب الحضارية الأولى» (1991)، «من المهد إلى اللحد» (2003)، و«قيمة القيم» (2007).
    وشغل المهدي المنجرة قيد حياته عدة مسؤوليات، من قبيل توليه مهمة مدير الإذاعة والتلفزة المغربية سنة 1954، وعمره 21 سنة، كما شغل أستاذا للعلوم السياسية والقانونية بعدة جامعات دولية في المغرب والولايات المتحدة الأمريكية واليابان. كما تولى رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وشغل مستشارا بالعديد من المنظمات والأكاديميات الدولية، كما ساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وحاز جوائز علمية محلية ودولية كبرى.
    ولد المنجرة في العاصمة الرباط، في مارس 1933، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، توجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لاستكمال دراساته العليا، حيث حصل من جامعة «كورنيل» على شهادتي إجازة في البيولوجيا والعلوم السياسية، وكان أول مغربي يدرس في الجامعات الأمريكية، لينتقل بعدها للدراسة في بريطانيا، ليحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لندن.

    من أقوال المهدي المنجرة

    عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..!

    خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !
    وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!
    بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.
    لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. !
    فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم ..
    يقول أحد المستشرقين:
    إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:
    1/اهدم الأسرة
    2/اهدم التعليم.
    3/اسقط القدوات والمرجعيات.
    *لكي تهدم اﻷسرة:عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب”ربة بيت”
    *ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
    *ولكي تسقط القدوات: عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.
    فإذا اختفت (اﻷم الواعية)
    واختفى (المعلم المخلص)
    وسقطت (القدوة والمرجعية)
    فمن يربي النشئ على القيم؟!!

     


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.